جمال حسن نائب المدير
عدد المساهمات : 260 نقاط : 733 تاريخ التسجيل : 23/04/2010
| موضوع: فضل تربية البنات فى الإسلام الأربعاء مارس 23, 2011 5:53 am | |
| فضل تربية البنات فى الإسلام أن الهدي النبوي الشريف بحكمته البالغة وإشراقته الناصعة هو الذي يرسم أبعاد فضل تربية البنات وينتظم آماد تلك الفضائل دنيا وآخرة (يبين الأصول والقواعد التي تقوم عليها التربية).
والمنطلق الأول، أو المرتكز الذي تتمحور حوله حركات الإيجاب أو السلب في إطار البيت والأسرة هو: (المسؤولية).
يقول معلم الانسانية رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((إن الله سائل كل راع عما استرعاه، حفظ أم ضيع حتى يسأل الرجل عن أهل بيته)).
السائل هو الله تعالى والمسؤول هو كل راع عما يقع تحت يده، وفي حوزته (الأمانة) الأدبية والمادية التي استرعي عليها واستحفظ، بشكل عام، يسأل: هل حفظ أم ضيع؟
ليكون من ثم الحساب ثواباً أو عقاباً، ويجيء تحديد الصورة الخاصة من بعد التعميم بسؤال الرجل الذي هو راعي البيت، عن أهله.، زوجته وأبنائه وبناته ماذا قدم لهم؟
وماذا عمل من أجلهم؟
وهل راعى ربه ودينه، وأدى الذي عليه من واجبات؟.
وليست إقامة الرجل في هذا المقام اختياراً أو تشريفاً، ولكنها قسر، وتكليف، قلده إياها دوره الطبيعي في الحياة ووظيفته الاجتماعية، وكلفه من سن لكل مخلوق سننه، ووضع له ناموسه ومنهجه،وأهله وهيأه، الله سبحانه وتعالى!!! فلا مناص من السؤال والحساب.
تتوزع مسؤولية الرعاية للبيت بين الرجل والمرأة الزوج والزوجة، على ما خلفا وأنجبا ((الرجل راع في أهله ومسؤول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها)).
إذاً فالمرأة (الزوجة) تحمل نصيبها في الرعاية للبيت من خلال دورها ووظيفتها الطبيعية أيضاً
وهذا الدور أو هذه الوظيفة لها جهاتها التي تتوجه إليها، وأهمها على الإطلاق تربية الأبناء والبنات وليس من ريب في أن هذا التوجه وتلك المسؤولية من أعظم ما عرفت البشرية في نشاطاتها الانسانية والاجتماعية من مهمات وواجبات، خارج نطاق الأسرة وداخلها.
ونحن إذ نقول بتربية الأبناء والبنات لا ننسى أهمية الزيادة المطلوبة في الأنثى، زيادة الاعتناء والملاحظة.
لأننا ندرك دور الأمومة المفترض فيها مستقبلاً، ذلك الدور الذي يصنع الأجيال ويبني الأمم، ويحفظ على ديمومتها وبقائها، واستمرار رقيها وتحضرها. ولا يظنن إنسان أن هناك توافقاً معنوياً بين قول الله تعالى عن أهل الجاهلية: (وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسوداً وهو كظيم أيمسكه عن هون أم يدسه في التراب)
وبين قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من ابتلي من هذه البنات بشيء.)) استناداً إلى كلمة (ابتلي) فهذا محال. لأن معنى الابتلاء هنا: الامتحان والاختبار، على اعتبار ما يتطلبه موضوع تربية الأنثى من جهد ونصب، ولأنه ذو قيمة وأهمية بالغتين، ألست ترى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((. فأحسن إليهن كن له ستراً من النار)) ؟!! ستراً من النار!!!، حفظاً من جهنم .
إن تربية البنات بالإحسان والإتقان، وعلى منهج الرحمن. سبيل إلى الرضوان ووقاية من حمم النيران.
ويزيد النبي صلى الله عليه وسلم : في بيان الأجر والثواب لمن يربي البنات ويحسن إليهن فيقول: ((مَن عال جاريتين دخلت أنا وهو الجنة كهاتين وأشار بإصبعيه السبابة والتي تليها))
فأي أجر وثواب أكبر من أن يحشر هذا المربي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم : في الدخول إلى الجنة بفارق بسيط، هو ما بين الإصبع السبابة والوسطى؟!!.
وفي أي شيء؟.
في الإعالة أولاً، في الإنفاق والكسوة والإطعام، وفي التعليم والتوجيه.
في المقتضيات الضرورية من الرعاية الانسانية.
ويصور رسول الله صلى الله عليه وسلم : مدة الإعالة. حتى بينونتهن، بالدخول إلى بيت الزوجية، وبهذا تنتقل المسؤولية، أو يموت الرجل عنهن، فتنتقل المسؤولية أيضاً إلى من يلي أمرهن.
فليست المدة، أشهراً أو سنوات، أو زماناً معيناً محدداً، بل هي مطلقة، لا تنتهي وتتوقف إلا بتغير الموقع الاجتماعي، بالزواج.
أو بفراق العائل لهن فراقاً أبدياً. ويرتفع الأجر.. ويعظم الثواب.. وتتبدى الفضيلة إشراقا وبهاءً وسطوعاً حتى تسامت الجهاد في سبيل الله.
إن فضيلة التربية (مكابدة)، وكذلك (الجهاد).
وأيُّ جهاد!!!؟.
مع الصوم.. ومع القيام.. مع الانقطاع عن شهوتي الفرج والبطن، ولغو الكلام، وطهارة المظهر والمخبر، ومع التوجه الخالص إلى الله تعالى ركوعاً وسجوداً. وذكراً.
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( ومَن سعى على ثلاث بنات فهو في الجنة.))
سعي الإنفاق، وسعي التربية النفسية والتوجيه الخلقي والأدبي، سعي الزوج والزوجة، سعي الأب والأم.
وماذا يكون لهما من مرتبة في الجنة!؟
القرب من رسول الله صلى الله عليه وسلم : ومنزلة المجاهد في سبيل الله، القائم الصائم.
ويبين لنا الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم : بعد ذلك تفصيل المجمل من السعي والتربية والمقصود منهما فيقول: (( فأحسن صحبتهن واتقى الله فيهن. فأدبهن وأحسن إليهن وزوجهن فله الجنة)).
لقد علمنا من قبل المنزلة في الجنة، ونتعلم الآن أبواب وواجبات حسن العشرة، فلا بد من (حسن الصحبة).
نعم، هن بناته!! وله علهن الطاعة والاحترام، ولكن إنما يتأتى ذلك من خلال (حسن الصحبة)، إذ أن رقة الشعور وشدة الحساسية ولطف الأنوثة تقتضي من الأب اختيار الأسلوب والعبارة والإشارة، كي تتوافق مع طبيعتهن.
والأم أولى لاتحاد النوعية، فهي أكثر خبرة وأعظم تجربة في بنات جنسها، أضف إلى ذلك رابطة الأمومة وما يتولد عنها من حب وعطف.
(وحسن الصحبة) إنما يكون في مرحلة ما بعد البلوغ، ويقوم على التواد والصراحة، والانفتاح الشعوري والنفسي المتبادل بين الطرفين.
وتقوى الله فيهن. المبدأ الثاني في التعامل. هي الميزان الذي يضبط به الأب والأم كفتى الحقوق والواجبات مع البنات، من غير إفراط في التزمت الجاهلي الذي يهدم الشخصية ويقضي عليها، ومن غير تفريط في الحدود الشرعية إلى حد الانفلات والانحراف.
وتتوضح الصورة التي يقصد إليها المصطفى صلى الله عليه وسلم : فيقول: (( فأدبهن. وأحسن إليهن. وزوجهن)).
فـ (التأديب) تركيز للقواعد الخلقية المسلكية في الذات، وتعليم يتوازى ومقتضيات الضرورة الحياتية والوظيفية الاجتماعية.
و (الإحسان إليهن) يكون بالمساواة في الحقوق الأدبية والمادية، وبإعطائهن ما يستحققن من النواحي الانسانية، في العلم وحرية الاختيار، وغير ذلك، وكذلك العطف الذي يستلزمه ضعفهن الجنسي والنوعي.
(وزوجهن.) ممن يكافئهن مركزاً اجتماعياً ويرعاهن خلقاً وديناً ويحافظ عليهن محافظته على ذاته.
فكان العائل بهذا قد أتم ما عليه من (واجبات) تجاه (البنات)، (فاستحق) الجنة!!!.
ويعرض رسول الله صلى الله عليه وسلم : بعد هذا للأعراف (الجاهلية) وتقاليد (الضلالة) لينزع من أعماق النفس العربية، ما ألفته دهوراً طوالاً، وليكرس حق إنسانية الأنثى، وعلى مستوى واحد مع الذكر، تصديقاً لناموس الله تعالى وقانونه: (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً). فيقول:رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((مَن كانت له أنثى فلم يئدها.)) تخلصاً من عارها تارة كما يزعمون، أو خشية الفقر والإملاق تارة أخرى، فافتأتوا على الله تعالى في حق الحياة الذي وهبه لها، ويكفي تساؤله تعالى يوم القيامة، في التقريع واللوم (وإذا الموؤدة سئلت بأي ذنب قتلت) يكفي ذلك لإثارة مسكة العقل عند الجاني.
[center]المجرم.. المتجاوز لحدود الله!!!.
وأيضاً: (لم يهنها.) في إزرائها، وبخسها حقوقها وعضلها في البيت للخدمة، أو حرمانها من نسمة الحرية والإنسانية، وقهرها في عواطفها ومشاعرها.
((ولم يؤثر ولده)) في تفضيل الذكور على الإناث، فكأنه يرفع أناساً ويخفض آخرين بمنطقه الجاهلي الأعمى، ويضرب بالقانون الإلهي عرض الحائط، ويجعله دبر أذنيه وعينيه وعقله.
إن المكابدة في (التربية). تربية البنات، لما هن عليه من كينونة متميزة، ورسالة مستقبلية منتظرة ودور أساسي، ووظيفة من أشق الوظائف الحياتية هذه المكابدة تقتضي الصبر، وتستلزم المصابرة وما يتفرع عنهما من لأواء وضراء وسراء.
فمن فعل ذلك من ذكر أو أنثى، من زوج أو زوجة. من منطلق الرحمة والعطف والحنان، أدخله الله الجنة ثواباً طيباً من عنده. يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((مَن كنّ له ثلاث بنات فصبر على لأوائهن وضرائهن وسرائهن أدخله الله الجنة برحمته لهن)). حتى ولو كانت واحدة.,.,
لانتسونى فى دعائكم
[/center] |
|