جمال حسن نائب المدير
عدد المساهمات : 260 نقاط : 733 تاريخ التسجيل : 23/04/2010
| موضوع: مشروع العصر من أجل سمو مصر (ممر التنمية والتعمير في الصحراء الغربية) للدكتور فاروق الباز الإثنين أبريل 18, 2011 11:22 pm | |
| مشروع العصر من أجل سمو مصر (ممر التنمية والتعمير في الصحراء الغربية) للدكتور فاروق البازممر التنمية والتعمير في الصحراء الغربية هو مقترح قد تقدم به الدكتور فاروق الباز منذ سنوات بغرض إنشاء طريق بالمواصفات العالمية في صحراء مصر الغربية يمتد من ساحل البحر المتوسط شمالا حتي بحيرة ناصر في الجنوب وعلي مسافة تتراوح بين 10 و80 كيلو مترا غرب وادي النيل, يفتح هذا الممر آفاقا جديدة للامتداد العمراني والزراعي والصناعي والتجاري حول مسافة تصل الي 2000 كيلو متر.
* ملخص مكونات المشروع
يتضمن مقترح ممر التعمير إنشاء ما يلي:
1. طريق رئيسي للسير السريع بالمواصفات العالمية يبدأ من غرب الإسكندرية ويستمر حتي حدود مصر الجنوبية بطول1200 كيلو متر تقريبا
2. اثنا عشر فرعا من الطرق العرضية التي تربط الطريق الرئيسي بمراكز التجمع السكاني علي طول مساره بطول كلي نحو800 كيلو متر.
3. شريط سكة حديد للنقل السريع بموازاة الطريق الرئيسي
4. انبوب ماء من بحيرة ناصر جنوبا وحتي نهاية الطريق علي ساحل البحر المتوسط
5. خط كهرباء يؤمن توفير الطاقة في مراحل المشروع الأولية.
* الطريق الرئيسي
نموذج لطريق سريع بالمواصفات العالمية
يمثل الطريق العالمي من الشمال إلي الجنوب العنصر الأساسي لممر التعمير, يبدأ الطريق علي ساحل البحر المتوسط في موقع يتم اختياره بين الإسكندرية والعلمين, ويؤهل إنشاء ميناء عالمي جديد يضاهي المواني العالمية الكبري في المستقبل يؤخذ في الاعتبار الحاجة إلي توفير استخدام تكنولوجيا المعلومات الحديثة في التعامل السهل السريع مع الصادرات والواردات والبضائع المؤقتة, ويعيد مثل هذا الموقع المكانة المرموقة للإسكندرية بين المواني العالمية. يتكون الطريق الرئيسي من ثمانية ممرات علي الأقل اثنان لسيارات النقل واثنان للسيارات الخاصة ذهابا وايابا, كما يلزم أن يمهد الطريق وفقا للمواصفات العالمية التي تسمح بالسير الآمن السريع دون توقف إلا في حالات الطواريء ومحطات الاستراحة والوقود ومراكز تحصيل رسوم السير, وربما يستدعي تأمين صلاحية الطريق إنشاء مؤسسة خاصة تقوم بتحصيل الرسوم اللازمة لهذا الغرض علي مشارف الطرق العرضية.
* المحاور العرضية
يشتمل المقترح علي اثني عشر طريقا عرضيا تربط كل منها الطريق الرئيسي بموقع من مواقع التكدس السكاني في الدلتا ووادي النيل, وتسمح هذه الطرق بالامتداد العمراني غربا في هذه المواقع رويدا رويدا وتضيف بعدا جغرافيا لعدد من المحافظات التي تعاني من الاختناق في الوقت الحالي, ويجب ألا يسمح إطلاقا بالنمو العشوائي في تلك المناطق بل يجب أن يسبق التخطيط والتنظيم والخدمات لنمو الحضري لها وتسمح هذه الطرق العرضية التنقل بين المحافظات بسرعة ويسر كما تؤمن النقل السريع بينها وبين العالم الخارجي. وعلي سبيل المثال, تشمل الطرق العرضية المقترحة ما يلي:
* محور الإسكندريةيبدأ ممر التنمية على ساحل البحر المتوسط بالقرب من موقع العلمين. ويمتد أول محاوره شرقا إلى الإسكندرية ويعتبر لذلك شريان يربط الممر بشمال الدلتا. لأن المحور يوازى ساحل البحر فهو يؤهل لتنمية قطاعى السياحة وتنمية الموارد السمكية, إضافة إلى زراعة الفواكه التي تزدهر في هذا المناخ.
يقترح أن يقام ميناء جديد في العلمين بدلا من ميناء الإسكندرية الذي أصبح قديما؛ لأن حركة تيارات البحر في العلمين أنسب منها في الإسكندرية، وفي ميناء العلمين تصلنا البضائع من الخارج، وخلال 3 ساعات فقط يمكن أن تصل إلى القاهرة.
مقومات الازدهار السياحى :
· أولا لأن للمكان أهمية تاريخية في أوروبا
· ثانيا لأن الشواطئ تتكون من حبات الحجر الجيرى ناصعة البياض جميلة المنظر ناعمة الملمس
· ثالثا لأن مياه البحر بالقرب من العلمين هادئة تحميها الطبيعة الجغرافية للمنطقة
لذلك يمكن التخطيط الشامل لعشرات المشاريع السياحية على أعلى المستويات العالمية لتحقيق طفرة سياحية تعادل أو تفوق كل ما يعود على مصر من السياحة في الوقت الحالى على غرار ما تم من مبادرات في دبي لجذب السياحة العالمية في صورة غير مسبوقة.
ولا ينصح بالتوسع في مشاريع السياحة الداخلية الموسمية على طول الساحل الشمالى لأنها محدودة الفائدة بالنسبة للاقتصاد القومى.
إضافة إلى السياحة، تذخر المنطقة بالثروة السمكية ويجب العمل على تنميتها. ويمكن دعم المبادرات لإقامة المزارع السمكية والعمل على سرعة نقلها على مسار المحور وباقى ممر التنمية والتعمير إلى الأسواق بالمدن الكبرى.
أما بعيدا عن الشاطئ فتذخر المنطقة بالتربة الصالحة لزراعة الفواكه وخاصة التين والعنب. وهذه المحاصيل بالذات يقبل عليها الأوربيون لذلك فيمكن تسويقها محليا إضافة على تصديرها.
توهل بيئة المنطقة للقيام بما يلى:
1. تطهير المخازن القديمة وحفر مخازن جديدة لحفظ ماء المطر الذي يتجمع على سطح الصحراء الساحلية في صخور الحجر الجيرى بالمنطقة كما كانت تستخدم من عصر الرومان وحتى عصر الثورة.
2. تشييد مراوح هوائية لضخ المياه الجوفية من الآبار على طول الساحل.
3. لأهمية المكان التاريخية يمكن التخطيط لإنشاء المتاحف الحربية.
لابد في هذا الموقع من التخطيط لتطهير الموقع من ألغام الحرب العالمية الثانية قبل البدء في تنميته. حيث يقدر المؤرخين أن المنطقة تحتوي على حوالى 20 مليون لغم. لم تنجح محاولات الماضى لحث الدول المعنية على إزالة الألغام. كان السبب الأساسي في ذلك قولها أن أراضى المنطقة صحراء جرداء لا نفع فيها.
* محور الدلتا
لربط الطريق الرئيسي بمنتصف منطقة الدلتا ربما في مدينة طنطا. لأن طنطا هي البلد الوحيد في وسط الدلتا الذي به شبكة من الطرق تتصل بكل مدن الدلتا ولذلك تم اختيارها لربط الدلتا كلها بالوادي الجديد المنتظر. يمتد محور طنطا من الأرض الزارعية في منتصف الدلتا غربا مرورا بأرض صحراوية مستوية. لذلك يجب التخطيط للإعمار في المناطق الصحراوية للإقلال من الضغط على التربة الزراعية. يمكن أن تكون أول الأماكن المختارة هي لإقامة مدن وقرى جديدة تبدأ على حدود الأراضى الزراعية الخصبة وتزداد إلى الغرب رويدا رويدا مع الزمن حتى يتم إعمار الأراضى على طول المحور بين الأراضى الزراعية الحالية وحتى المحور الطولى في الغرب. في حالة التوسع السريع الذي ينتج عن تكدس على جانبى المحور العرضى، يمكن إنشاء طرق من الشمال إلى الجنوب عبر المحور لاستمرار التوسع السكانى خارج حدود الدلتا هكذا يعتبر هذا المحور بعدا جغرافيا جديدا لمحافظة الغربية، التي تعد من أكثر محافظات الدلتا إختناقا.
مع أن الغرض الأساسي لهذا المحور هو التوسع العمرانى، فلابد أن يتزامن معه توسع زراعى وخاصة في الأرض المستوية بالقرب من حدود الزراعة الحالية لتأمين الغذاء. هذا ولقد أثبتت التنمية الزراعية على جانبى طريق القاهرة – الإسكندرية الصحراوى أن هذه المنطقة من الصحراء الغربية بها ما يكفى من التربة الخصبة وكذلك المياه الجوفية على أعماق مختلفة تسمح بالتوسع السكانى فيها. حتى إذا لم يتحقق الوضع بالمنطقة المذكورة، فطالما أن أراضيها خصبة يمكن توصيل المياه لها من النيل كما هو الحال في منطقة النوبارية التي تغذيها ترعة النوبارية من مياه النيل.
ليس هناك أسباب وجيهة لبقاء مصر بلد مستورد للحوم الحيوان ،حيث أنها قادرة على الإكتفاء الذاتى والتصدير. إضافة إلى هذا يمكن تحديد موقع في هذه المنطقة لإنتاج الطيور بعيدا عن مواقع التكدس السكانى. نذكر جميعا كارثة أنفلونزا الطيور وما نتج عنها من مآسى عديدة وخسائر فادحة لأن إنتاج الدواجن كان يتم في وسط مساكن الناس. إذا ما تمت تربية الدجاج بعيدا عن مكان معيشة الأهالى قلت إحتمالات نقل الأمراض منها إلى الإنسان، وإزداد إحتمال نجاح المشروعات التنموية في هذا المجال الهام، وخاصة أن المسافة من الموقع المذكور ومنتصف الدلتا بسيطة ولا تحتاج إلا لساعات قليلة للوصول من أولها إلى آخرها.
إذا تم التوسع العمرانى المنظم حول محور طنطا وتبعه مخطط مدروس للتوسع الزراعي والإنتاجي كما سلف، يمكن اعتباره مصدرا جديدا للإنتاج وخاصة الغذاء العضوي أي الذي لا تدخل فيه كيماويات، والذي سوف يزداد الإقبال عليه مستقبلا. مثلا يمكن تحديد بعض المواقع للزراعات النظيفة وتهيئتها إما للتصدير أو البيع في المنتجعات السياحية الجديدة بالقرب من العلمين حيث يفضل الأجانب هذه المنتجات الزراعية. وفي المستقبل سوف تفضل شريحة من المصريين البحث عن "الغذاء العضوى". يمر الجزء الغربي من المحور بالمنفذ الشمالى لوادى النطرون وما به من آثار لتاريخ طويل. يصل المحور بعد ذلك إلى هضبة قليلة الارتفاع يمكن تهيئتها لإقامة المصانع لأن الريح تأتى من الشمال إلى الجنوب فإن العوادم الدخانية لن تؤثر على السكان إطلاقا.
* محور القاهرة يؤهل هذا الفرع ربط الطريق الرئيسي بطريق مصر ـ إسكندرية الصحراوي ثم بأكبر تجمع سكاني في قارة إفريقيا بأكملها, ألا وهي محافظة القاهرة. ويمكن لهذا الفرع أن يستمر شرقا إلي المعادي ومنها إلي طريق السويس كي يربط الميناء الجديد بميناء السويس. ويؤهل ذلك نقل البضائع بريا من البحر المتوسط غرب الإسكندرية إلي البحر الأحمر عبر خليج السويس كمجال إضافي للنقل البحري عبر قناة السويس
* محور الفيوموادى الريان بالقرب من منخفض الفيوم
يؤهل هذا الطريق تنمية الصحراء في شمال وغرب منخفض الفيوم, ومنطقة غرب الفيوم بالذات يمكن تنميتها صناعيا لإبعاد الصناعات مثل صناعة الأسمنت عن المواقع السكنية لتحسين البيئة فيها.
* محور البحرية
الواحة البحرية
يؤهل هذا الفرع وصل الطريق الرئيسي بالواحات البحرية في اتجاه جنوب غرب الجيزة, وبذلك يؤهل الفرع الوصل بين واحات الوادي الجديد الشمالية والطريق الرئيسي. ويسمح الفرع بالتوسع في السياحة في منخفض البحرية وكذلك استخدام ثرواتها المعدنية وخاصة رواسب الحديد.
* محور المنيا
يفتح هذا الفرع آفاقا جديدة للنماء غرب وادي النيل في منطقة تكتظ بالسكان وتحتاج إلي التوسع في العمران لاسيما نظرا لوجود جامعة بها هذا بالإضافة إلي الحاجة لعدد من المدارس ومعاهد التدريب.
* محور أسيوط
يمكن إعادة كل ماقيل عن فرع المنيا, إضافة إلي أن هذا الفرع يؤهل السير علي طريق الواحات الخارجة وباقي واحات الوادي الجديد.
* محور قنا
يوصل هذا الطريق إلي منطقة واسعة يمكن استصلاح أراضيها تقع جنوب مسار نهر النيل بين مدينتي قنا ونجع حمادي تكونت التربة في هذه المنطقة نتيجة لترسيب الأودية القديمة مما يعني أيضا احتمال وجود مياه جوفية يمكن استخدامها في مشاريع الاستصلاح.
* محور الأقصر
يؤهل هذا الطريق امتدادا غير محدود للمشاريع السياحية المتميزة فوق الهضبة وغرب وادي النيل بالقرب من أكبر تجمع للآثار المصرية القديمة في الأقصر. إضافة إلي ذلك يمكن استثمار الطبيعة الفريدة في منخفض الخارجة بالإضافة إلي الواحات العديدة والكثبان الرملية الباهرة.
* محور كوم أمبو - أسوان
يعبر هذا الفرع سهلا واسعا يمثل مجري قديما للنيل ولذلك تغطيه تربة خصبة صالحة للزراعة. ولأسباب جيولوجية بدأ مجري النيل الهجرة شرقا حتي وصل إلي موقعة الحالي. ولذلك يمكن استخدام المياه الجوفية المختزنة منذ قديم الزمن في استصلاح هذا السهل الخصيب. امتداد الفرع في اتجاه الجنوب الشرقي يربط ما بين الفرع وبين الطريق الرئيسي ومدينة أسوان, مما يسهل نقل المنتجات المحلية إلي المحافظات الشمالية علاوة علي التنمية السياحية عبر تيسير زيارة المواقع السياحية في منطقة أسوان. إضافة إلي ذلك يؤهل الطريق تنمية مطار أسوان للتجارة العالمية.
* محور توشكي
موقع بحيرات توشكى وبحيرة ناصريهبط الطريق الرئيسي من الهضبة حيث يتم وصلها بعدة أماكن حول منخفض توشكي. لقد تم حفر قناة لتوصيل مياء النيل من بحيرة ناصر إلي منخفض توشكي بغرض استصلاح الأراضي المحيطة بالبرك التي تكونت في المنخفض هذا المشروع يستدعي عدة سبل للنقل السريع إلي المحافظات الشمالية ومنافذ التصدير معا كما يؤهل هذا الفرع وصل المنطقة بالطريق الرئيسي ويسهم في نجاح مشاريع التنمية في منطقة توشكي.
محور أبوسمبل - بحيرة ناصر
معبد رمسيس الثاني في أبو سمبل
يعتبر معبدى الملك رمسيس الثاني وزوجته نفرتاري من أشهر الاثار المصرية القديمة. ازدادت هذه الشهرة بعد أن شارك العالم باسره في إنقاذ المعبدين من الفناء تحت مياه بحيرة السد العالي. تم ذلك في الستينات تبعا لمخطط شارك في إعداده عدد هائل من الخبراء تحت مظلة اليونسكو. تم نقل المعبديين قطعة قطعة ووضعها فوق أرض مرتفعة في نفس الوضع الجغرافى وبناء حائط أسمنتى يشبه الجبل الذي احتوى على الموقع الأصلى.
كان أهم ما أخذ في الاعتبار هو وضع معبد الملك في نفس وضعه بالنسبة لجغرافية المكان, لكى تصل أشعة الشمس لتنير وجه تمثال الملك في داخل المعبد في يومين محددين في أكتوبر وأبريل من كل عام. نجح قدماء المصريين نجاحا باهرا في تحديد هذا التوقيت الذي استخدم في إعلان موسمي الزراعة بعد فيضان كل عام والحصاد في الربيع. ويأتى عدد كبير من السائحين من كل بلاد العالم لمشاهدة هذه الظاهرة الفريدة والتمعن في عظمة قدمائنا.
يلزم لذلك تسهيل إقامة الضيوف في المنطقة بإنشاء ما يفى من الفنادق والمستعمرات السياحية التي تؤهل المبيت لعدةأيام. في وقتنا الحالى يندر أن يستطيع السائح البقاء في المنطقة أكثر من عدة ساعات حيث يصل الناس إلى معبدى أبو سمبل إما بالطائرة من القاهرة والأقصر أو الاتوبيس من أسوان ثم يغادروا المكان بعد وقت قصير يدل ذلك على أن النشاط السياحى في المنطقة لم يتطور كما يجب.
كذلك الحال في باقى الساحل الغربي لبحيرة ناصر, هذه البحيرة التي نتجت عن الفكر الثاقب والمبادرة والعمل الدؤوب في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر والذي انتهى بتشييد السد العالي. هذا السد العملاق يحفظ الجزء الأكبر من مياه فيضان النيل للاستخدام في وقت القحط المائى, تماما كما فعل أجدادنا في منخفض الفيوم كما سلف الذكر. وهكذا سهل السد العالى استخدام معظم ما يصل إلى مصر من مياه النيل وحفظها من الجوع والدمار أثناء السنوات العجاف التي يقل فيها المطر في وسط وشرق أفريقيا بالهضبة الأثيوبية.
بحيرة ناصر يمكن استثمارها سياحيا إلى أقصى الحدود في موسم الشتاء. إذا ما ازدادت السياحة بالمنطقة تزداد فرص العمل لأبناء النوبة حيث يمكن إقامة مدن صغيرة بالقرب من معبدى أبو سمبل تشمل على ما تحتاجه من مباني ومدارس ومستشفيات ومراكز للأمن وما إليها, إضافة إلى احتمال زراعة مساحات صغيرة لإنتاج ما تحتاجه هذه النشاطات من غذاء بالرى من بحيرة ناصر.
إضافة إلى السياحة تمثل بحيرة ناصر مصدرا فريدا للأسماك النيلية. يقول الخبراء أن البحيرة تذخر بمتطلبات الغذاء الطبيعى لأسماك البلطى التي يكبر حجمها عما نراه في مسار النيل شمالا. ويعتقد أن هذه الثروة السمكية لا تستخدم لعدم توافر معدات الصيد والتبريد والإعداد للشحن والنقل, والتي تمثل البنية التحتية لهذا الغرض. لذلك يؤهل محور بحيرة ناصر إعداد ما يلزم محليا ثم نقل الإنتاج إلى مدن الشمال.
ربما أمكن أيضا إقامة عدد من المزارع السمكية في بعض الخيران على ساحل البحيرة وذلك للتعليب والتصدير, لأن هذه الثروة السمكية لا يجب النظر إليها فقط للاستهلاك المحلى ولكن يجب استثمارها أيضا في دعم الاقتصاد الوطني لأن في ذلك فائدة في فتح مجالات عمل جديدة للجيل الصاعد.
ينتهى ممر التنمية جنوبا على حدود السودان مقابل وادى حلفا. مد الممر من محور أبو سميل - بحيرة ناصر إلى الحدود (بطول 55 كيلو متر) يؤهل احتمال مد الممر في مستقبليا جنوبا حتى الخرطوم ومنها إلى باقى أفريقيا إذا لزم الأمر.
و إلى حين ان تكتمل هذه المسيرة مستقبلا وصول الممر إلى نقطة مقابلة لوادى حلفا يؤهل نقل الناس والمنتجات والبضائع من الضفة الغربية للبحيرة إلى بلدة وادى حلفا وبالعكس. وادى حلفا تصلها سكة حديدية تربط بينها وبين كل من الخرطوم في الجنوب وبورسودان على ساحل البحر الأحمر. إذا فإن هذا الامتداد يؤهل التبادل التجارى اللائق بين قطريين يلزم التعاون بينهما لخير أهلهما.
* السكة الحديدية
يشتمل ممر التعمير المقترح علي شريط سكة حديدية للنقل السريع بموازاة الطريق الرئيسي تؤهل هذه الوسيلة نقل الناس والبضائع والمنتجات من جنوب مصر حتي ساحل البحر المتوسط لاسيما وأن السكة الحديدية تعاني من الكهولة. كما لا يصح إنشاء سكة حديدية جديدة داخل وادي النيل لأن في ذلك تعديا علي الأراضي الزراعية. تؤهل السكة الحديدية للنقل السريع شحن الأسماك من بحيرة ناصر التي تذخر بالثروة السمكية إلي مواقع التكدس السكاني في شمال وادي النيل. كذلك تمكن الوسيلة من الاستخدام الأمثل في الصناعات العديدة كصناعة الألمومنيوم في نجع حمادي. فتوجود السكة الحديدية الجديدة سوف يجعل النقل من الميناء إلي المصنع ثم المنتج من المصنع إلي السوق يتم في سهولة ويسر وبتكلفة أقل, هذا بالإضافة إلي الحد من الزحام الناتج عن حركة الشاحنات علي الطريق الزراعي الحالي. ويصح ان تكون السكك الحديدية اخر مراحل المشروع اكمالا لأن الحاجة القصوى لها تتضح بعد إنشاء المصانع وبدأ إنتاجها.
* أنبوب الماء
يلزم توفير الماء الصالح للشرب بطول الممر المقترح فوق هضبة الصحراء الغربية يفضل نقل الماء من بحيرة ناصر أو قناة توشكي داخل أنبوب لمنع البخر أو تسرب الماء في الصخور ويشمل التخطيط لمشاريع التنمية المختلفة علي طول الممر استخدام المياه الجوفية في الزراعة والصناعة, ولكن الحاجة الي الماء للاستخدامات البشرية خلال المراحل الأولي للمشروع يتطلب توفير الأنبوب المذكور
ربما يلزم المشروع خلال تلك المرحلة أنبوب قطره متر أو متر ونصف وهذا ليس بكثير لأن ليبيا قد أقامت النهر الصناعي العظيم لنقل الماء العذب من أبار صحرائها في الجنوب الي مدنها علي ساحل البحر المتوسط في أنبوب قطره أربعة أمتار وبطول2000 كيلو متر. وكما هو الحال في ليبيا, بعد ضخ الماء الي مستوي الهضبة حيث يتم نقله من الجنوب الي الشمال بالميل الطبيعي لسطح شمال إفريقيا
* خط الكهرباء
يلزم للمقترح إنشاء خط كهرباء للإنارة والتبريد علي طول الطريق الرئيسي, وخاصة لأن مسار الطريق يمر في منطقة صحراوية لاتوجد فيها متطلبات التنمية الأساسية, خلال المراحل الأولي للمشروع في نفس الوقت يجب تشجيع مشروعات التنمية العمرانية والزراعية والصناعية والسياحية المنظمة واستخدام مصادر الطاقة المستدامة كالطاقة الشمسية وطاقة الرياح.
* تكلفة المشروع
ولتنفيذ هذا المشروع أشار د.الباز إلى أن الحكومة المصرية لن تقدر على تكلفته الآن، فوقت أن اقترحته عام 1982 كانت تكلفته 6 مليارات دولار، والآن تصل تكلفته إلى 24 مليار دولار، ولكن المطلوب من الحكومة أن تعلن تبنيها له، وتدعو القطاع الخاص والمستثمرين العرب والأجانب لتنفيذه.
وهذا أمر ليس بالصعب، فقد تمكنت الإمارات من جمع نحو 40 مليار دولار لبناء مدينة ستسميها "مدينة العرب" فور الإعلان عنها، فهل من الصعب علينا تدبير 24 مليار دولار لمشروع بهذه الضخامة؟!
* مزايا المشروع وعن المزايا التي سيحققها مشروعه قال د.الباز: إنه سيوفر خمس مزايا، وهي:
أولا: سيفتح مجالا لبناء مدن وقرى جديدة في مراكز التكدس السكاني المقترحة، وبذلك نستطيع وقف التعدي على الأراضي الزراعية كليا، حيث ستكون في موازاة كل مدينة كبرى مدينة أخرى قريبة ومتصلة بها تماما.
ثانيا: سيفتح مجالا أكبر للزراعة، فهناك ثلاثة أماكن كبرى صالحة للزراعة فعلا، وبلا أي جهد للاستصلاح، الأولى موجودة بطنطا والثانية المجاورة لقنا "إحدى المحافظات بجنوب مصر"، والثالثة عند كوم أمبو "إحدى المدن بجنوب مصر" وإذا أضفنا إليها منطقة توشكي تصبح لدينا أربعة أماكن زراعية ضخمة تزيد على 1.7 مليون فدان. ثالثا: سيفتح آفاقا واسعة للسياحة، فهناك في الأقصر "إحدى مدن جنوب مصر" فرصة عظيمة لأن تصبح أفضل مكان سياحي في العالم، فالمشروع يقدم طريقا إلى وادي الملكات والملوك بالأقصر، يمر فوق الهضبة وليس تحتها، ويمكن أن تقام عليه سلسلة من الفنادق العالمية، ويستطيع السائح أن يشاهد من غرفته كل معالم الأقصر السياحية، فضلا عن أنه يستطيع الوصول إليها في20 دقيقة فقط من الفندق، كما توجد منطقة الفيوم حول بحيرة قارون، ويمكن استثمارها سياحيا بشكل غير مسبوق.
رابعا: التوسع الصناعي دون تلويث البيئة، فمثلا مصنع الألمنيوم في نجع حمادي، نحن نجلب له الخامات من أسوان "إحدى مدن جنوب مصر"، وفي الطريق الطويل بين المدينتين تحدث مشاكل كثيرة بيئية، فيمكننا أن نخلص المدن الكبرى من أزمة إقامة المصانع فيها. خامسا وهو الأهم: إيجاد فرص العمل، وزرع الأمل في المستقبل لدى الشباب، فالمشروع سيوفر نحو500 ألف فرصة عمل في لحظة البدء في المشروع على الأقل، فما بالنا بالفرص المتوقعة الضخمة مع المضي قدما فيه!
يلزم لأي مقترح لمشروع تنموي دراسة الآثار الجانبية له وخاصة من الناحية البيئية, ولأن المشروع المقترح يقلل من تدهور البيئة في وادي النيل فهذا يعتبر إحدي مزاياه العديدة. الجانب الأساسي الذي يجب دراسته هو الجدوي الاقتصادية للمشروع, أي مدي نجاحه المؤكد من ناحية الاستثمار, وهذا يتم من خلال دراسة جدوي يجريها المختصون بناء علي بيانات حقيقية ومنطقية. أما المزايا والمنافع المنتظرة للمشروع فعديدة نوجز منها مايلي:
· الحد من التعدي علي الأراضي الزراعية داخل وادي النيل من قبل القطاع الخاص والحكومي معا.
· فتح مجالات جديدة للعمران بالقرب من أماكن التكدس السكاني.
· إعداد عدة مناطق لاستصلاح الأراضي غرب الدلتا ووادي النيل.
· توفير مئات الآلاف من فرص العمل في مجالات الزراعة والصناعة والتجارة والاعمار.
· تنمية مواقع جديدة للسياحة والاستجمام في الصحراء الغربية بالشريط المتاخم للنيل
|
|
siedaty Admin
عدد المساهمات : 6940 نقاط : 20696 تاريخ التسجيل : 01/04/2010
| موضوع: رد: مشروع العصر من أجل سمو مصر (ممر التنمية والتعمير في الصحراء الغربية) للدكتور فاروق الباز الثلاثاء أبريل 19, 2011 12:12 am | |
| |
|