جمال حسن نائب المدير
عدد المساهمات : 260 نقاط : 733 تاريخ التسجيل : 23/04/2010
| موضوع: اللمحة التاسعة من ( لمحات من حياة الحبيب صلى الله عليه وسلم ) { عام الحزن و ما تبعة من أحداث } السبت مايو 28, 2011 2:21 am | |
|
فى عام سمى بعام الحزن , رحل فيه عن الدنيا عم الرسول صلى الله عليه وسلم أبو طالب الذى كان حصنه المنيع و ناصره الوحيد , و فى أخر أيام أبى طالب عم النبى كان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم يدعوه دائماً للإسلام لله الواحد الأحد و كان الرسول صلى الله عليه وسلم يحب عمه حباً شديداً و كان دائماً ما يقول له يا عماه, قول أشهد أن لا إله إلا الله أشفع بها لك عند ربى , و لكن أراد الله تعالى أن ينهى حياة أبى طالب و هو على الكفر ففى أخر يوم و فى حالة مرضه الشديد و قبل موته بلحظات جاءه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم و كان أبو جهل قد ذهب هو الأخر لأبى طالب , فقال له سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم يا عماه : قل أشهد أن لا إله إلا الله أشفع لك بها عند الله , فكاد أبى طالب يقولها و لكن رأس الكفر أبو جهل قال له : يا أبا طالب: أتُسلم و تدخل فى دين محمد و يقول الناس أن كبير مكة و قائدها دخل فى دين محمد قبل موته ؟ فتردد أبى طالب و لكنه مات على كفره و حزن عليه الرسول صلى الله عليه وسلم حزناً شديداً لأنه كان حصنه و كان يدافع عنه دائماً , ثم بعدها بقليل توفيت زوجته الوفية السيدة خديجة رضى الله عنها و كانت أقرب الناس إليه فكانت تواسيه فى حزنه و كان يحبها حباً شديداً و أنزل الله جبريل عليه السلام قبل موت خديجة للرسول صلى الله عليه وسلم يقول له يا محمد : إن الله يُقرأ خديجة السلام و يبشرها بقصر من قصب (( لؤلؤ )) فى الجنة ثم ماتت السيدة خديجة , و لذلك سماه الرسول صلى الله عليه وسلم عام الحزن لأن عمه أعطاه الصمود و زوجته خديجة أعطته الحب و روح الصعود و كانت أول من آمنت برسالته , و لعل الله تعالى قدر ذلك ليقول لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أن من كان يحميك الآن قد مات و أن من كانت تعطيك الحنان الآن قد ماتت و ها أنت الآن يا محمد بين حب الله تعالى و بين حمايته , أما عن قريش فقد انتهزت قريش عام الحزن و اشتد إيذاؤها للرسول صلى الله عليه وسلم و أصحابه رضى الله عنهم , فخرج بعد ذلك إلى الطائف بقبيلة ثقيف و دعوتها إلى الهداية و لكن هذة القبيلة جاملت قريش و أمرت سفهائها أن يؤذوا محمد صلى الله عليه وسلم فشكا إلى الله تعالى مستغيثاً بدعائه المشهور (( اللهم إنى أشكو إليك ضعف قوتى و قلة حيلتى و هوانى على الناس , برحمتك أستغيث , أنت رب المستضعفين و أنت ربى , إلى من تكلنى؟ إلى بعيد يتجهمنى أم إلى عدو ملكتة أمرى ؟ أسألك بنور وجهك الكريم الذى أشرقت به الظلمات وصلح به أمر الدنيا و الآخرة من أن يحل بى غضبك أو أن ينزل على سخطك , لك العتبى حتى ترضى و لا حول ولا قوه إلا بك )) ثم عاد بعدها إلى مكة , و بعدها أرسله ربه سبحانه و تعالى إلى رحله السعادة و المتعة(( رحلة الإسراء و المعراج )) .
|
|