عدد المساهمات : 76 نقاط : 228 تاريخ التسجيل : 27/05/2010
موضوع: لماذا أكره كرة القدم؟! الثلاثاء سبتمبر 21, 2010 3:46 am
من يقرأ عنوان هذا المقال يعتقد أن بيني وبين لعبة الشعوب الأولى ” كرة القدم” ثأر عميق أو عداوة مزمنة. الحقيقة ليس بيني وبينها لا ثأر ولا عداوة، ولكن عندما حكمت عقلي بمراجعة واقع وأهمية هذا اللعبة وجدتها لا تساهم في تحقيق الهدف الأساس المرجو منها وهو تعزيز التضامن والتعاون والمحبة والتسامح بين الدول شعوباً كانوا أو حكومات. فهذه اللعبة التي سحرت عقول مئات الملايين من الناس حتى أصبحوا مدمنين على حضور مبارياتها ومشاهدة أحداثها ،إلى حد أن الكثير من شبان الأرض يعرفون التفاصيل الدقيقة لحياة هذا اللاعب أو ذاك، التصقت بها ،خاصة في السنوات الأخيرة جملة سمات، نلخصها في التالي: 1. أصبحت هذه اللعبة مصدراً رئيساً لتوتير العلاقة بين دول وشعوب العالم، وحادثة الجزائر ومصر ليست ببعيدة عنا. 2. أصبح اهتمام الكثيرين ،خاصة في العالمين العربي والإسلامي بأحداث ومجريات هذه اللعبة يطغى على الهم الاجتماعي والانتماء الوطني، والالتفات إلى قضايا الشعوب الواقعة تحت نير الاستعمار ومطرقة الفقر والحرمان. 3.حدوث الكثير من المشاكل والخصومات التي وصلت إلى حد الاقتتال بين فرق رياضية في داخل البلد أو الإقليم الجغرافي الواحد، وهذا ما له أبعاد خطيرة في تفكيك الأواصر المجتمعية وإضعاف المقومات لاستمرارية الوحدة أو الاصطفاف الوطني. 4. تفشي ظاهرة العنصرية الاثنية والطائفية والمذهبية في الأندية الرياضية ، خاصة الكبيرة منها، وتحديداً في بعض الدول الأوروبية، مثل فرنسا، ألمانيا، هولندا، وغيرها، الأمر الذي له أبعاد خطيرة على العلاقات الإنسانية والدينية بين الدول والشعوب. 5. الهاء هذه اللعبة الكثير من الناس عن عبادة ربهم، فعندما يتمسمر المشاهد أو المتابع لمجريات هذه اللعبة فإنه يفوته الكثير من الأجر والثواب من خلال نسيان أداء فرائض الصلاة، إلى جانب ما تسببه هذه اللعبة من تلاسن وألفاظ فظة ومشينة يطلقها هذا الفريق أو ذلك. 6. تعريض الكثير من المنشآت الرياضية والمؤسسات المجتمعية والخدماتية إلى إتلاف أو تخريب عندما تنتزع العقلانية من الفريق المهزوم ليسرع بخطاه الجنونية صوب ما يمتلكه الفريق الآخر أو الدولة الأخرى مسبباً خراباً وحرقاً. وحالة الجزائر ومصر تذكرنا بهذا الأمر. 7. تراجع التعاون الاقتصادي والتماسك الاجتماعي ،إلى جانب ضعف الانتماء بين الدول والشعوب بسبب لعبة في كرة القدم. 8. الممارسات التي تُتخذ بحق الرياضيين في هذه اللعبة مذلة وتصل إلى حد العبودية،حيث أن اللاعبين النجوم على وجه التحديد أصبحوا وكأنهم في بورصة أسهم، تنتهي صلاحيتها عندما يشرفون على نهايات العقد الثالث من أعمارهم. فبعد أن كان هذا اللاعب تحت الأضواء والأموال غدا “كبش محرقة” في يد أباطرة المال الرياضي. 9. تحويل ” الفيفا” المؤسسة المشرفة والمسيرة لكرة القدم عالمياً إلى بنك رياضي ، همها جمع أكبر قدر من الأموال بغض النظر عن مدى انسجام هذه اللعبة مع أهدافها التي وضعت لتحقيقها. ونحن نسمع بين الحين والآخر عن عمليات وحالات فساد مهولة أبطالها أعضاء في الفيفا. 10.وفوق كل ذلك، ما نسمعه ونقرأه بين الحين والآخر عن زوج قتل زوجته أو عائلة حرقت ممتلكات عائلة أخرى بسبب هذه اللعبة، فقبل عامين قامت عائلة في صعيد مصر بحرق ممتلكات العديد من العائلات وماشيتهم بسبب شجار بين أطفال العائلتين أثناء لعبهم لكرة القدم، وغيرها من الحالات والمشاهد التراجيدية التي سببها هذه الكرة. قد يطول الحديث عن هذه اللعبة العالمية، ولكن مجمل القول: يجب أن تتسم هذه اللعبة بالقيم والأخلاق والتسامي فوق هزيمة هذا الفريق أو ذاك . فكرة القدم كالحياة فيها الخاسر وفيها الفائز. ومن لا يدرك هذه الحقيقية عليه أن لا يلج في غمارها. كرهي لهذه اللعبة ليس كرهاً لأولئك الذين يمارسونها ، بل في الذين يجعلون منها ميداناً للشغب، وبنكاً للربح فوق القيم والأخلاق.