siedaty Admin
عدد المساهمات : 6940 نقاط : 20696 تاريخ التسجيل : 01/04/2010
| موضوع: غريب يعيش فى بيتنا الإثنين مايو 07, 2012 5:23 pm | |
|
قابل أبي منذ فترة وجيزة غريبا والذي كان قادما جديدا الى قريتنا الصغيرة. ومنذ البداية فان أبي كان قد فتن بالقادم الجديد الساحر، وحالا دعاه أبي ليعيش مع عائلتنا. الغريب أن الغريب لبى الدعوة بسرعة وكان معنا منذ ذلك الحين.
منذ نشأتي، لم أتسآل عن موقعه في عائلتي. لقد كان له مكانة خاصة في عقلي الشاب. كان والداي معلمين متكملين: الوالدة علمتني الخير من الشر، والوالد علمني الطاعة. ولكن الغريب كان راوي القصة لنا، ويبقينا منهكين لعدة ساعات لنهاية مغامرات، وأسرار وكوميديا. اذا أردت أن أعرف أي شيء عن السياسة، او التاريخ أو العلوم فانه دائما يعلم الاجابات حول الماضي، ويفهم الحاضر ويظهر أنه قادر على التنبوء بالمستقبل! أخذ عائلتي الى مباراة الكرة الرئيسية الأولى. جعلني أضحك وجعلني أبكي. لم يتوقف عن الكلام أبدا هذا الغريب، ولكن والدي لم يهتم لذلك. في بعض الأحيان، والدتي تنهض بهدوء بينما بقيتنا نحاول اسكات بعضنا البعض حتى نتمكن من الاصغاء الى ما يقوله، وكانت والدتي تذهب الى المطبخ للهدوء والاطمئنان. (أستغرب الآن فيما اذا كانت والدتي قد دعت لهذا الغريب بالمغادرة).
لقد كان أبي يدير المنزل بقناعات أخلاقية معينة، ولكن الغريب لم يشعر قط بأنه ملزم بمراعاتها. الألفاظ النابية كانت ممنوعة في منزلنا … من قبلنا ومن اصدقاءنا ومن أي زائرين لنا. ولكن زائرنا لفترة طويلة، وعلى كل حال، قد تمكن من القاء كلمات مكونة من أربعة حروف شنجت والدي وأخجلت والدتي. لم يسمح والدي بتناول الكحول.ولكن الغريب شجعنا لمحاولة تعاطيها بشكل منتظم. الغريب جعل تدخين السجائر يبدو لطيفا، والسيجار يبدو رجوليا وتدخين الغليون مميزا. تحدث الغريب بحرية (وبدون قيود لاحدود لها) عن الجنس. تعليقاته كانت في بعض الأحيان صارخة، وتوحي أحيانا وبشكل عام كانت محرجة.
أدركت الآن بأن مفاهيمي المبكرة عن العلاقات قد تأثرت بشدة من الغريب. مرة بعد مرة، وقف الغريب معارضا قيم والدي، ولكنه نادرا ما وبخ…ولم يسأل قط بأن يغادر.
لقد مضى أكثر من خمسين سنة منذ أن انتقل الغريب للعيش مع عائلتنا. وقد استطاع أن يندمج معنا ولكنه لم يغدو ساحرا كما كان في البداية. وحتى، اذا استطعت أن تدخل الى عرين والدي اليوم، فانك مازلت تجده يجلس في زاويته، ينتظر أحدهم ليستمع اليه وهو يتحدث ويراقبه يرسم صوره.
وبشكل قاطع، فان الغريب قد دمرجميع القيم والأخلاق والحب ووقت كل واحد منا للآخر وجميع الصفات الجيدة في عائلتنا . . . . .بينما أضاف كمية غير ملحوظة من الأشياء الايجابية أيضا والتي وعلى أي حال كانت لدينا من قبل وبدونه . . . . .
اسمه؟ ندعوه فقط “التلفزيون
|
|