من المعروف أن العالم انهك من تطوير عقار يمكنه معالجة مرضى الايدز. فخلال الحقبة الماضية حاول الكثير تطوير عقار يمكنه القضاء على مرض الايدز ولكنهم فشلوا وفشلت تجاربهم ولكن أخيرا كشف باحثون عن عقار يستخدم في علاج السرطان يمكن أيضا أن يساعد في إيقاظ ما يسمى بـ"الخلايا النائمة" لدى الأشخاص المصابين بفيروس (إتش آي في) المسبب لمرض نقص المناعة المكتسب (إيدز) ما قد يساعدهم في مواجهة المرض.
فقد أوضح الباحثون -في دراستهم التي نشرت نتائجها أمس في مجلة "نيتشر" المتخصصة- أن هناك خلايا تحتوي على المجموع الوراثي لفيروس (إتش آي في) ولكنها لا تفرز فيروسات جديدة وأن مادة "فورينوستات" الفعالة المستخدمة في علاج السرطان تعمل على تنشيط "خلايا نائمة" لدى الأشخاص المصابين بفيروس (إتش آي في) المسبب لمرض فقدان المناعة المكتسب.
وعادة ما تتكون هذه الفيروسات داخل الخلية ثم تطلق إلى خارجها، بحسب ما أوضحه الباحثون الذين قالوا إن من شأن ذلك أن يؤدي إلى وجود نقطة ضعف تستطيع العقاقير من خلالها مهاجمة عدوى الفيروس من جديد.
ورأى الباحثون أن نتائج دراستهم تعد أول برهان على أنه من الممكن أيضا معالجة العدوى الكامنة للفيروس المذكور.
ففي هذه العدوى تحتوي خلايا مناعية للإنسان على المجموع الوراثي للفيروس ولكنها لا تنتج فيروسات جديدة مما يجعل العقاقير المتداولة لا تجد نقطة تهاجم منها الفيروس حيث تنجح العدوى في الاختباء من الهجمات الدوائية للعلاج القائم على المضادات الفيروسية.
وكان العلماء يرجحون منذ فترة طويلة أن تكون مجموعة من الإنزيمات قادرة على استدراج فيروسات (إتش آي في) الكامنة والتعرف على تركيبة هذه الفيروسات.
واستطاع الباحثون تحت إشراف ديفد مارغوليس من جامعة نورث كارولينا في مدينة تشابل هيل الأميركية بالتعاون مع زملائهم من جامعات أخرى وباحثين في شركة "ميرك" الأميركية للأدوية إثبات أن هذه الآلية الجزيئية تعمل فعلا وذلك باستخدام عقار فيرونستيت الأميركي المثبط لإنزيمات هيستون دي أسيتيلاز التي يعتقد أنها تلعب دورا في ضبط عمل الموروثات.
يشار إلى أن عقار فيرونستيت معروف في الولايات المتحدة على أنه دواء ضد السرطان.