قد يبدو الأسبوع الأول من الحمل غريبا نوعا ما، لكنه في الحقيقة هو آخر دورة طمثية سابقة للحمل لديك. لماذا؟
يحسب الأطباء تاريخ الولادة لديك بعد 40 أسبوعاً اعتبارا من بداية آخر دورة طمثية، ويعني ذلك أنهم يعدّون دورتك الطمثية جزءاً من الحمل رغم أن طفلك لم يبدأ بعد.
يحدث الحمل عادة بعد نحو أسبوعين من بدء آخر دورة طمثية لديك، وعندما يلد طفلك، يكون بعمر 38 أسبوعاً تقريبا منذ أن حملت به، لكن حملك يكون قد مضى عليه 40 أسبوعاً من الناحية الرسمية الطبية.
وحتى عندما يحدث الحيض، يبدأ جسمك بإنتاج هرمون يدعى الهرمون المنبه للجريب (للحوصلة) FSH الذي يعزز تنامي البويضة في مبيضك، فتنضج هذه البويضة ضمن جوف صغير في المبيض يسمى الجريب (الحوصلة)، وبعد بضعة أيام، ينتج جسمك هرموناً يدعى الهرمون الملوتن LH الذي يدفع الجريب إلى التورم والانفجار(التمزق) من خلال جدار المبيض محرراً البويضة، وهذا ما يدعى باسم الإباضة، ومن المعلوم أن لديك مبيضين يحرران البيوضات، غير أن الإباضة تحصل من واحد منهما فقط في أية دورة معينة.
تتحرك البويضة ببط نحو البوق (قناة فالوب) الذي يصل بين المبيض والرحم، حيث تنتظر النطفة المخصبة هناك.
وتقوم بنى شبيهة بالأصابع عند الموصل بين المبيض والبوق تدعى الخمل بالتقاط البويضة عند حدوث الإباضة، محافظة على مسارها الصحيح.
إذا قمت بالجماع أو المعاشرة قبل هذا الوقت أو خلاله، يمكن أن تصبحي حاملاً، أما إذا لم يحصل الإخصاب، مهما يكن السبب، تتناثر البويضة وتنسلخ بطانة الرحم من خلال الدورة الطمثية.
الإخصاب
هناك يبدأ كل شيء، حيث تتحد أو تلتقي البويضة منك والنطفة من زوجك لتشكيل خلية مفردة، وهي نقطة الانطلاق نحو سلسلة استثنائية من الأحداث، وتنقسم هذه الخلية المجهرية مرة بعد مرة، وتنمو على مدى 38 أسبوعاً تقريبا إلى فرد جديد مكون من أكثر من تريليوني خلية – هو طفلك الجديد الجميل.
تبدأ العملية عندما تقومان أنت وزوجك بجماع جنسي، فعندما يدفق زوجك (المني)، يطلق في مهبلك منيّاً يحتوي على زهاء 150 – 300 مليون نطفة، كل منها ذو ذيل طويل شبيه بالسوط يدفعها نحو البويضة.
وتسبح هذه النطاف عالياً باتجاه جهازك التناسلي، وبمساعدة رحمك والبوقين، ترحل هذه النطاف من مهبلك صاعدة عبر الفتحة السفلية للرحم (عنق الرحم) وعبر الرحم نحو البوق، وتفقد الكثير من النطاف في هذا الطريق، ولا يصل مكان البويضة في البوق سوى بضع مئات منها، ويحصل الإخصاب عندما تنجح نطفة واحدة في هذه الرحلة وتخترق جدار البويضة.
وتكتسي البويضة بخلايا مغذية تدعى الإكليل المتشعع وبقشرة هلامية تدعى المنطقة الشفافة، وحتى تتخصب البويضة، يجب أن تخترق نطفة زوجك هذا الغطاء، وتكون البويضة في هذه المرحلة بقطر 0.01 سم (0.005 بوصة) تقريبا، ولا يمكن مشاهدتها.
وتحاول زهاء 100 نطفة اختراق جدار البيضة، وقد يبدأ عدد منها بدخول المحفظة الخارجية للبيضة، ولكن لا تنجح سوى واحدة منها في دخول البويضة نفسها في نهاية المطاف، ثم يتغير غشاء البويضة وتمنع كافة النطاف الأخرى من الدخول.
ينضج أكثر من جريب واحد في بعض الأحيان، فتتحرر أكثر من بويضة، ويؤدي ذلك إلى ولادات متعددة إذا جرى إخصاب كل بويضة بنطفة.
عندما تخترق النطفة مركز البويضة، تندمج الخليتان وتصبحان كينونة واحدة تدعى الزيجوت أو اللاقحة وتكون اللاقحة ذات 46 صبغياً، 23 منك و 23 من زوجك، وتحتوي هذه الصبغيات على آلاف وآلاف الجينات، وتحدد هذه المادة الوراثية جنس طفلك ولون عينية وشعره وحجمه وملامح وجهه، كما تحدد -إلى درجة ما على الأقل- ذكائه وشخصيته، وبذلك يكتمل الإخصاب.
ولد أم بنت ؟
يتحدد جنس طفلك في لحظة إخصابه، فمن بين 46 صبغياً تكوّن المادة الوراثية لطفلك، يحدد صبغيان يدعيان الصبغيين الجنسيين – واحد من البويضة والثاني من نطفة الزوج- جنس الطفل، حيث تحتوي بويضة المرأة على الصبغي الجنسي X فقط ، بينما يمكن أن تحتوي نطفة الرجل على الصبغي الجنسي X أو الصبغى الجنسي Y .
فإذا قابلت نطفة ذات صبغي جنسي X البويضة التي تكون ذات صبغي جنسي X، لحظة الإخصاب، يكون الطفل أنثى ( XX )، أما إذا اندمجت نطفة تحتوي على الصبغي الجنسي Y مع البيضة، كان طفلك ذكرا (XY)، وبذلك تكون المساهمة الوراثية للوالد هي المحددة لجنس الطفل.