يحظى السلس البولي النسائي بالاهتمام الذي حظيت به بعض الامراض النسائية الاخرى , وذلك لإسباب مختلفة يعود بعضها الى نقص في الثقافة العامة بالمرض.

• ألسلس البولي ليس مرضًا خطيراً ولكنه يؤثر سلباً و بشكل كبيرعلى نوعيه الحياة

• أنواع السلس البولي، اسبابه, أعراضه وعلاجاته كثيره ومختلف

• علاج السلس البولي متوفر ويحسن كثيراً من نوعية الحياة.



التعريف بالسلس البولي، مدى انتشاره ,واسباب عدم البحث عن العلاج ؟

يعرف السلس البولي بأنه فقدان البول اللأرادي وهو مشكلة شائعة عند النساء،ويمكن ان يحدث في اي عمر، إلا انه يزداد انتشاراً مع تقدم العمر. وقد بيّنت الدراسات العلميٌة ان السلس البولي له تأثير كبير على نوعية الحياة اضافة الى التأثير السلبي على الثقة بالنفس وما يصاحب ذلك من أثار سلبيه على الحياة الإجتماعية والأسرية.

وتشير الدرسات الطبية الى ان حوالي 1 من كل 5 نساء فوق سن الأربعين تعاني من السلس البولي. الإ ان هذه نسبة تقديريه حيث ان هناك اعتقاد بأن النسبة اكثر بكثير ويعود ذلك إلى ان كثيرأ من السيدات لا يراجعن الطبيب لأسباب مختلفة منها شعور البعض بالحرج من التحدث عن السلس البولي والإعتقاد الخاطئ لدى بعض السيدات أن السلس البولي شيء طبيعي يحدث مع تقدم السن واعتقادهن بأنّة ليس هناك علاج.



الأنواع الأكثر انتشارا للسلس البولي:

هناك انواع كثيرة للسلس البولي ويعتبر السلس البولي الأجهادي والسلس البولي الناتج عن فرط نشاط المثانة البولية الأكثر انتشارا.

• السلس البولي الإجهادي

وهو السلس البولي المصاحب للسعال، الضحك، العطاس او ممارسة الألعاب الرياضية كما انه يمكن ان يحدث اثناء الجماع.

وتعزى اسبابه الى ضعف في عضلات الحوض الناتج عن الحمل والولاده، زيادة الوزن، بلوغ سن اليأس اضافه الى تقدم العمر.

• السلس البولي الناتج عن فرط نشاط المثانه البوليه

ويحدث هذا عندما تشعر السيده برغبة مفاجئة لا يمكن تجاهلها للتبوّل وهذا يؤدي في احيان كثيره الى نزول البول قبل الوصول الى دورة المياة.ومن اعراضة الاخرى :

• كثرة التبوّل اثناء النهار.

• الاستيقاظ من أجل التبوّل على الأقل مره واحده اثناء اليل.

• نزول البول المصاحب للأحاح البولي

ولا تعرف الاسباب لهذا النوع من السلس البولي في معظم الحالات على انه قد يحدث بسبب امراض الجهاز العصبي.

• سلس البول المختلط.

وهو مزيج من النوعين، وهو النوع الأكثر شيوع



كيف تتأقلم السيدات مع مشكلة السلس البولي ؟

لتجنب الاحراج المصاحب لنزول البول اللإرادي تعمد بعض السيدات الى الحد من نشاطهنٌ الأجتماعي وفي احيان كثيره يلجأن الى التسوق فقط في اماكن تتوافر فيها دورات المياه، علما بأن السيدات اقل رغبة في استعمال دورات المياه العامه من الرجال، اضافة الى ذلك تلجأ بعض السيدات اللاتي يعانين من السلس البولي الأجهادي الى التبول مرات كثيرة وذلك للتأكد أن المثانه لا تحتوي على كمية كبيره من البول عند حدوث الإجهاد (أي الضحك, العطاس....). ان نزول البول اللارادي والشعور بالبلل يدفع السيدة الى زيادة الاهتمام بالعناية لشخصية (كثرة الغيار –استعمال الفوط النسائية.....) وما يترتب عن ذلك من شعور بعدم الثقة وتاثيرة على العمل والحياة الاجتماعية.



تقيم وتشخيص السلس البولي :

يعتبر تقيم وتشخيص نوع السلس البولي مهما في تحديد خطة العلاج المناسبة



التاريخ الطبي:

• ويتضمًّن هذا تحليلاً للاعراض البوليه التي تعاني منها السيدة اضافةً الى تحديد درجة تاثير هذه الاعراض على نوعية الحياة ويقوم الطبيب بالاستفسار عن العوامل التي تزيد من درجة سوء السلس البولي كالامساك والتدخين.

• ويعتبرالتاريخ الطبي السابق مهما بما يتضمّنة من عمليات جراحية سابقة في الحوض اضافةً الى معلومات عن الاحمال السابقة والادوية التي تستخدمها السيدة. وفي حالة كبار السن، ينبغي إجراء تقييم للحالة الذهنية اضافة الى تقييم القدرة على الحركة و العوامل الاجتماعية والبيئية.



الفحص السريري:

و يشتمل على:

• فحص البطن للكشف عن الأورام الرحمية الليفية واورام المبيض لأنها قد تسبب ضغطا على المثانة مما يؤدي إلى أعراض بولية

• الفحص النسائي(الداخلي) وذلك للكشف عن ضمور المهبل الناتج عن نقص هرمون الاستروجين وللكشف عن وجود التهبيطات المهبيلّية والرحمية التي قد تصاحب سلس البول , اضافة الى تقيم قوة عضلات الحوض.

• قد يقوم الطبيب بفحص فتحة الشرج والمستقيم اذا اشتكت المريضة من الامساك

• فحص الجهاز العصبي



الفحوصات الطبيه قد تشتمل على :

الفحوصات العامة

• فحص البول: للكشف عن وجود إلتهاب بولي قد يسبب او يزيد من درجه سوء السلس البول اضافة الى الكشف عن وجود السكر وكذلك الكشف عن وجود الدم في البول والذي قد يستدعي اجراء فحوصات اخرى

• مذكرات المثانة البولية : وهو نموذج خاص يعطى للسيدة لتوثيق المعلومات التاليةوقت وعدد مرات التبوّل، كميات البول, عدد مرات السلس البولي ودرجة إلإلحاح البولي اضافة الى تسجيل كميات السوائل المستهلكة واوقاتها. وتقوم السيدة بتعبأة هذا النموذج لعدة ايام (في الاغلب ثلاثة ايام ) بالمعلومات اعلاة وبعد ذلك يقوم الطبيب بتحليل النموذج وذلك للوصول الى تقيم اكثر دقة للاعراض البولية

• قياس كميّة البول المتبقي في المثانة بعد التبوّل: وذلك للتاكد من عدم وجود كمية كبيرة من البول متبقية في المثانة بعد التبوّل حيث يعتبر هذا من المسببات للأعراض البولية و يقاس ذلك باستعمال جهاز الامواج فوق الصوتية في اغلب الاحيان

• وقد يقوم الطبيب بأجراء فحص للحوض بالامواج فوق الصوتيه للكشف عن الرحم والمبيضين.



الفحوصات المتخصصة

• فحص دراسة التبوّل (تحديد سرعة ونمط التبوّل )ويتم ذلك باستخدام جهاز متخصص في العيادة

• تخطيط المثانه البوليه : ان الاعراض المصاحبه للمشاكل البوليه ليست دقيقه في تحديد نوع السلس البولي وبالتالي تحديد العلاج المناسب لذلك يعمد الطبيب الى إجراء تخطيط للمثانه البوليه وهذا يساعد كثيرا في خطة العلاج المعتمد على التشخيص الدقيق للسلس البولي وبالتالي تجنيب السيده المضاعفات الناتجه عن خطه العلاج غير المناسبه. يقوم تخطيط المثانه البوليه بدراسة ضغط وسلوك المثانه.

• التصوير الإشعاعي للكلى والحالبين والمثانة في بعض الحالات

• تنظيرالمثانه البوليه :ويلجأ الطبيب الى تنظيرالمثانه في حالات منها تواجد الدم المتكرر في البول اضافة الى عدم الإستجابة الى خطة العلاج ويتم هذاالأجراء الطبي تحت تخدير موضعي او عام.



علاج السلس البولي

النصائح العامه :

• تعديل نمط الحياة.

• الاعتدال في تناول السوائل (1.5-2 لترفي اليوم)، والتقليل من الكافيين والمشروبات الغازية والمحلّاة صناعياً والكحول , وقد تبين أن تناول المشروبات الخالية من الكافيين يحسن اعراض فرط نشاط المثانة البولية.

• تشير بعض الأدلة العلمية إلى أن السمنة تساهم في ظهور الأعراض. ويُعتقد أن ذلك يرجع إلى زيادة الضغط داخل البطن. وقد تبيّن أن فقدان الوزن يحسن من بعض اعراض السلس البولي بنسبة تقارب 70%

• اضافة الى ذلك ينبغي معالجة السعال المزمن والاقلاع عن التدخين ومعالجة الامساك



• إعادة تدريب المثانة

ينطوي هذا على برنامج علاجي لاعادة تاهيل المثانة البّولية والذي يقود في النهاية الى تحسين السيطرة على المثانة وتقليل عدد مرات

التبول في الليل والنهار وتحسين السيطرة على الالحاح البولي وتتراوح نسب التحسن من 50% الى 80%



• تدريب عضلات الحوض(العلاج الطبيعي لعضلات الحوض)

ويشتمل هذا على التدريبات التي تهدف إلى تحسين وظيفة عضلات الحوض وهذا يساعد في تحسن السلس البولي.وقد يستعمل البيب اجهزة متخصصة تساعد في تقوية عضلات الحوض



• استعمال هرمون الأستروجين عند السيدات اللاتي يعانين من نقصه خاصه بعد سن اليأس.



العلاج المتخصص لسلس البول الإجهادي:

بالأضافة الى النصائح العامه اعلاه، اذا رأت السيده ان التحسن الذي تحقق لايرقى الى ماتريده يمكن ان تلجأ الى احد الطرق العلاجية التالية:

• العلاج بالأدويه:

تعطي هذه الادوية درجة متوسطة من التحسن الا ان اعراضها الجانية كثيرة ويتم اقتراح هذه الادوية للسيدات الاتي لا يرغبن بالجراحة

• العلاج الجراحي:

• الشريط المهبلي الحامل للإحليل :

وهي عملية يتم من خلالها زرع شريط طبي تحت الاحليل (مجرى البول ) ويتم إجرائها تحت التخدير الموضعي او العام وتؤدي الى تحسن في السلس البولي الأجهادي بنسبة تصل الى 90%. وهي العملية الجراحيه الأكثر انتشاراُ في العالم لمعالجه السلس البولي الأجهادي

• المواد المصلّبة:

و يتم حقن هذه المواد حول مجرى البول تحت التخدير العام او الموضعي وتصل نسبة التحسن الى 70%.



العلاج المتخصص لفرط نشاط المثانه البوليه :

بالأضافه الى النصائح العامه سالفه الذكر هناك العديد من العلاجات الأكثر شيوعا

• العلاج بالأدويه :

تعمل هذة الأدويه على تقليل انقباضات عضلة المثانه المسببه لفرط النشاط وهذا بالتالي يقلل من الحاجه للتبول وعدد مرات التبول في النهار والليل ويعطي السيده وقتا اطول للوصول الى دورة المياه وبالتالي يقلل من مرات التبول اللاإرادي.

• العلاج بالبوتوكس:

ولا يستخدم هذا العلاج في عمليات التجميل فقط حيث يمكن حقن عضله المثانه بعلاج "بوتكس" وذلك باستخدام المنظار البولي ويتم ذالك تحت التخدير الموضعي او العام ويؤدي الى تحسن كبير في الأعراض, على ان هذا العلاج يستخدم في الحالات التي لاتستجيب للدواء التقليدي والذي لايؤدي الى درجه التحسن التي تريدها السيده.ويستمر التحسّن الى فتره حوالي سنه ويمكن اعادة حقن المثانه مرة اخرى اذا ارادت السيده.

• تحفيز أعصاب المثانه البوليه:

ويتم ذلك بطرق مختلفة منها المباشر وذلك عن طريق زرع جهاز التحفيز في اسفل الظهر تحت الجلد. او غير المباشر عن طريق تحفيز احد اعصاب الساق وذلك باستعمال ابره دقيقه جداُ تغرز في الجلد في أسفل الساق ويتم توصيلها بجهاز التحفيز. وتقوم هدة الأجهزة بتوليد تيّار كهربائي ضعيف ينشّط أعصاب المثانه.

• العلاج الجراحي: يتم الجوء الى الجراحة في الحالات القليلة التي تستعصي على العلاج التحفظي وهذا نادرا ما يحدث.