أوضحت دراسةٌ أوليَّةٌ حديثةٌ إلى أنَّ خُلاصةً طبيعيَّة من حبوب البُنِّ غير المُحمَّصة قد تُستخدَم في ضبط ارتفاع مستويات السكَّر في الدَّم، والذي يُعدُّ من مُميِّزات مرض السكَّري.

جرى البحثُ في الهند، واشتمل على مُشاركين كانت أوزانُ أجسامهم طبيعيَّة ومستويات سكّر الدَّم لديهم طبيعيَّة أيضاً؛ ووجد البحثُ أنَّ جرعات مُتنوِّعة من مُكمِّلاتٍ احتوت على خُلاصة حُبوب البُنِّ الأخضر ساعدت جميعُها على تخفيض سكُر الدَّم؛ وترافقت الجرعات الأعلى مع زيادة في انخفاض مستويات السكَّر.

قال مُعدُّ الدراسة جو فينسون، أستاذُ الكيمياء لدى جامعة سكرانتون في بنسلفانيا: "إذا استطاعت خلاصةُ حبوب البُنِّ التأثيرَ في مستويات السكَّر عند أشخاص لا يُعانون من ارتفاع تلك المستويات, فالأحرى بنا استخدامها مع مرضى السكَّري الذين يُعانون من ارتفاع مستويات السكَّر في الدَّم. أعتقد أنَّ خُلاصةَ حبوب البُنِّ الخضراء هي أفضل شيء يُؤخذ من القهوة".

تناولت أبحاثٌ كثيرة موضوعَ الفوائد المحتملة للقهوة على الصحَّة؛ وأشارت واحدةٌ من الدراسات، التي تميَّزت بتقديم الكثير من المعلومات في العام الماضي، إلى أنَّ مُعدَّلات الوفاة انخفضت مع كلِّ كوب إضافيٍّ من القهوة يُستَهلك يومياً. أشارت دراسةٌ أخرى في العام 2009، تضمَّنت مُراجعةً لثماني عشرة دراسة اشتملت جميعُها على أكثر من 457 ألف شخص, إلى أنَّ كلَّ كُوبٍ إضافي من القهوة في اليوم ترافق مع انخفاض في الخطر النسبيِّ للإصابة بالسكَّر من النوع الثاني بنسبة 7 في المائة.

لم تُبرهن الدراساتُ على أنَّ القهوةَ سبَّبت تلك الفوائد الصحيَّة, إنَّما أفادت عن مجرَّد وجود ارتباط.

حلّل الباحِثون في الدراسة التي أعدَّها فينسون حالات 30 رجلاً وامرأة بوزن طبيعيٍّ، ولا يُعانون من السكَّري. تناول المُشارِكون مُكمِّلاتٍ تحتوي على خُلاصة حبوب البنِّ الخضراء بكمِّية تراوحت بين 100 إلى 400 ميليغرام على شكل كبسولاتٍ مع الماء؛ ثم خضعوا إلى اختبارات تَحمُّل الغلوكوز في عدَّة نقاط فيما بعد.

بدت كلُّ جرعات خُلاصة حبوب البنِّ الخضراء قادرةً على تخفيض مستويات السكَّر في الدَّم عند المُشاركين, لكن ترافقت جرعةُ 400 ميليغرام مع انخفاض بنسبة 24 في المائة بعد نصف ساعة من تناول الخُلاصة، وبنسبة 31 في المائة بعد ساعتين من تناولها, مثلما قال فينسون.

"أعتقد أنَّ تأثيرَ خُلاصة حبوب البُنِّ الخضراء في تخفيض مستويات السكَّر يعودُ إلى تركيز أحماض الكلوروجين في الخُلاصة (مُضادَّات أكسدة تُوجد في التفَّاح والكرز والخوخ وغيرها من الفواكه والخُضار). تُحلِّل درجاتُ الحرارة المرتفعة المستخدَمة في تحميص حبوب البُنَّ أحماضَ الكلوروجين عادةً, لهذا يحتوي مشروبُ القهوة على القليل من تلك الأحماض مُقارنةً مع الخلاصة التي تُوجد في المُكمِّلات".

لكن، حذَّر الدكتور جون أندرسون، رئيسُ قسم الطب والعلوم لدى الجمعيَّة الأمريكيَّة لمرض السكَّري, من الوصول إلى أيَّة نتيجة مُؤكَّدة من خلال البحث؛ وقال: "تحتاج خُلاصةُ حبوب البُنِّ الخضراء إلى دراستها على نطاق شامل قبل تقديمها كوقايةٍ مُحتَملة أو علاج لمرض السكَّري".

"تحتاج الأبحاُث، التي تهتمُّ بالوقاية من مرض السكَّري أو تأخيره, إلى نفقات هائلة وإلى تجارب علميَّة دقيقة جداً؛ بينما اشتملت هذه الدراسةُ على مُجرَّد 30 شخصاً، وكلُّ ما قام به الباحِثون هو اختبار تحمُّل الغلوكوز. أعتقد أنَّ الدراسةَ مثيرة للاهتمام, لكن لا أعتقد أنَّها تُقدِّم لنا الشيءَ الكثير حول مرض السكَّري".