أظهر بحثٌ جديدٌ أنَّ الرجالَ، الذين يُعانون من البدانة, هم أكثر ميلاً لأن تكشِفَ خزعاتُ البروستات الحميدة المأخوذَة منهم عن وجود تغيُّرات من المُحتمل أن تُصبحَ سرطانيَّة؛ وأنَّهم يواجهون زيادةً في خطر الإصابة بسرطان البروستات في نهاية الأمر.
فحص الباحِثون بياناتٍ لما يقرُب من 500 رجل، وذلك بعد أن خضعوا إلى خزعات أوليَّة للبروستات, كشفت في حينها عن أنَّها غيرُ سرطانية أو أنَّها حميدة؛ ثم جرت مُتابعةُ حالاتهم لمدَّة 14 عاماً من بعد تلك الخزعات.
قال مُعدُّ الدراسة أندريو روندل، الأستاذُ المساعد في علم الأمراض لدى كليَّة ميلمان للصحَّة العامة في جامعة كولومبيا بنيويورك: "اكتشفنا وجودَ شذوذات في البروستات عند 11 في المائة من المرضى، وترافقت تلك الشذوذات بقوَّة مع البدانة".
بعد أن أخذَ الباحِثون في اعتبارهم عدَّةَ عوامل، من بينها التاريخُ المرضي لسرطان البروستات, توصَّلوا إلى أنَّ البدانةَ عند المريض في وقت إجراء الخزعة الأوليَّة ترافقت مع زيادة في خطر الإصابة بسرطان البروستات بنسبة 57 في المائة في أثناء فترة المتابعة التي وصلت إلى 14 عاماً.
لكن شُوهِد هذا الترافقُ فقط في حالة سرطان البروستات الذي ظهر في بداية فترة المتابعة, وفقاً لما بيَّنته الدراسة.
قال روندل: "لا نعلم بشكل قطعيٍّ ما هي البيولوجيا الحقيقيَّة للحالة. ولكن، من بعض الجوانب, تعكس الزيادةُ في خطر سرطان البروستات عند الرجال البدينين الارتباطَ بين حجم الجسم والحجم الأكبر للبروستات، والذي يُعتقد أنَّه يُنقِصُ من حساسيَّة الخزعة بالإبرة؛ فمن المُحتمل أنَّ الخزعةَ الأوليَّة لم تكتشف الورمَ، وبذلك نما هذا الورمُ وجرى اكتشافُه في خزعة فترة المتابعة".
لا يُبرهن هذا الارتباطُ الذي بيَّنته الدراسةُ على علاقة سببٍ ونتيجة.
نوَّه روندل إلى أنَّ دراساتٍ سابقةً حاولت تحديدَ ما إذا كانت هناك بعضُ الفئات من الرجال الذين شُخَّصت لديهم حالات حميدة، ولكن قد يكونون في مواجهة زيادة في خطر الإصابة بسرطان البروستات. قال روندل: "هذه واحدةٌ من أولى الدراسات التي تقيِّم الارتباطَ بين البدانة والشذوذات التي من المحتمل أن تصبحَ سرطانيَّة".
"تُشير هذه النتائجُ إلى أنَّه يجب اعتبارُ البدانة عاملاً يدعو إلى المزيد من المُتابعة المُركَّزة بعد إجراء خزعة حميدة للبروستات".