أظهرت دراسةٌ حديثةٌ أنَّ تناولَ الخُضار التي تحتوي بشكلٍ طبيعيٍّ على النيكوتين, مثل الفليلفلة والبندورة، قد يُقلِّلُ من خطر الإصابة بمرض باركنسون المُسمَّى الشلل الرعَّاش.
وجد بحثٌ سابِقٌ أنَّ التدخينَ واستخدام أنواع أخرى من التَّبغ, يترافق مع انخفاضٍ في خطر مرض الشلل الرعَّاش. ويُعتقد أنَّ النيكوتين يُعطي تأثيراً وقائياً. ينتمي التَّبغُ إلى فصيلةٍ من النباتات تُدعى الباذنجيَّات Solanaceae. وتُعدُّ بعض النباتات ضمن هذه الفصيلة على أنَّها مصادر للنيكوتين قابلة للأكل.
اشتملت الدراسةُ على حوالي 500 شخص شُخِّصت إصابتُهم بمرض باركنسون من فترة قريبة، وعلى 650 شخصاً آخرين (لا علاقة لهم بالمرضى) لا يُعانون من هذا الاضطراب العصبي الذي يظهر على شكل ارتعاش ومشاكل أخرى في الحركة. قدَّم المُشاركون معلوماتٍ حول استخدامهم للتبغ والأنظمة الغذائيّة التي اتَّبعوها.
بشكلٍ عام, لم يظهر تأثيرٌ لاستهلاك الخضار في خطر مرض باركنسون؛ لكن ظهر أنَّ تناولَ المزيد من الخضار التي تنتمي إلى فصيلة الباذنجيَّات أدَّى إلى انخفاضٍ في خطر هذا الاضطراب العصبي. بيَّنت الدراسةُ أنَّ هذا الترافقَ كان أقوى بالنسبة للفليفلة.
حدثت الوقايةُ الواضحة التي قدَّمتها خضارُ فصيلة الباذنجيَّات بشكلٍ رئيسي عند الأشخاص الذين يستخدمون التبغ بشكلٍ بسيط، أو الذين لم يسبق لهم استخدامه, مع العلم أنَّ التبغ يحتوي على نيكوتين أكثر بكثير من الأطعمة التي اشتملت عليها الدراسة.
قالت الدكتورة سوزان سيرلس نيلسن، من جامعة واشنطن في سياتل: "دراستُنا هي الأولى من ناحية البحث في النيكوتين الغذائي وخطر الإصابة بمرض باركنسون. وعلى غرار العديد من الدراسات التي تُشيرُ إلى أنَّ استخدامَ التبغ قد يُقلِّلُ من خطر مرض باركنسون, تُشير نتائجُ دراستنا أيضاً إلى تأثيرٍ وقائي للنيكوتين, أو ربَّما تأثير مُشابه ولكن أقل سُميَّة في الفليفلة والتَّبغ".
تنصح نيلسن وزملاؤها بإجراء المزيد من الدراسات لتأكيد ونشر نتائج دراستهم, والتي يُمكن أن تُؤدِّي إلى ابتكار طرق للوقاية من مرض باركنسون.
وجدت الدراسةُ ارتباطاً بين استهلاك أنواع مُعيَّنة من الأطعمة التي تحتوي على النيكوتين وخطر مرض الشَّلل الرعَّاش, لكن لم تُبرهن على علاقة سببٍ ونتيجة.
لكن هناك رأي مُختلف لأحد خُبراء مرض باركنسون حول الدراسة، حيث قال الدكتور كيلي تشانغيزي, مُساعدُ مُدير مركز التحوير العصبي لدى مركز ماونت سيناي لمرض باركنسون واضطرابات الحركة في مدينة نيويورك: "تدعم نتائجُ الدراسة الأدلَّةَ حول كيف يُمكن للنظام الغذائي أن يُؤثِّر في استعدادنا للإصابة بأمراضٍِ عصبية, خصوصاً مرض الشَّلل الرعَّاش. يسأل المرضى عادةً عن الدور الذي تُمارسه التغذيةُ في الأمراض التي تُصيبهم, لهذا من المثير للاهتمام بدرجة كبيرة أنَّ النيكوتين في بعض أنواع الخضار مثل الفليفلة قد يُؤمِّن وقايةً عصبية".
قال خبيرٌ آخر أنّه جرى البدءُ بالمزيد من الأبحاث حول دور النيكوتين في مرض باركنسون، حيث قال الدكتور أندريو فيغين من معهد فينشتاين للأبحاث الطبية في نيويورك: "لطالما لاحظ الكثيرون انخفاضَ خطر الإصابة بمرض باركنسون عند مُدخِّني السجائر؛ وهذه الملاحظةُ أثارت فكرة أنَّ النيكوتين قد يُخفِّضُ خطر هذا المرض".
"يقوم بعضُ الباحثين حالياً بتجربة رقعة جلدية من النيكوتين على المرضى في بداية إصابتهم بمرض باركنسون".
يحدث مرضُ الشَّلل الرعَّاش بسبب فقدان خلايا الدِّماغ التي تُنتج ناقلاً عصبياً يُدعى دوبامين. تشتمل أعراضُ المرض على فقدان التوازن وبطء الحركة والارتعاش وتيبُّس في الوجه والأطراف؛ ولا يُوجد في وقتنا الحالي علاجٌ لهذا الاضطراب. تقول مُؤسِّسةُ مرض باركنسون إنَّ حوالي مليون أمريكي و 10 ملايين شخص في أرجاء العالم يُعانون من مرض باركنسون.