يصر بعض الأزواج على الإحتفاظ بكل اللحظات السيئة التي أخطأ فيها الشريك سواء بفعل أو كلمة، وكلما حدث خلاف بينهما أعاد تلك الأخطاء إلى واجهة النقاش مرة أخرى، ليتطور الخلاف إلى جدل ساخن، وتشتعل نيران العتب والعقاب.
وهذه من الأخطاء الفادحة التي قد تحول الحياة الزوجية إلى جحيم لا يطاق. ومن المؤسف القول أن هذا النوع من الأزواج المصرين على عدم نسيان اللحظات المؤلمة في الماضي، لن يتمكنوا أبدا من تذوق طعم السعادة ولن يشموا رائحتها. وكيف لهم أن يعيشوا في سعادة وهم يحتفظون بصندوق مليء بالأخطاء والأحزان.
قد يبرر هؤلاء الأزواج أفعالهم بعدم قدرتهم على النسيان، وهذا كلام غير مقبول. فبإمكاننا أن ننسى كل ما هو مؤلم إذا ما امتلكنا القناعة بضرورة نسيان كل ما يضر علاقتنا الزوجية، وإذا ما تحلينا بالشجاعة في التصدي لكل الوساوس ونمط التفكير السلبي الذي يدمرنا قبل أن أن يدمر أي أحد آخر.
ولا يمكن أن نصف التفكير في الماضي الكئيب سوى بمضيعة الوقت، إذ لا قدرة لنا على تبديل الماضي، لكن الحاضر والمستقبل بين أيدينا. فلم نشغل بالنا بماض لا يعود؟، ونهمش حاضرا يدعونا لعيشه بثقة وتفاؤل، ومستقبل ينادينا لنرسم ملامحه السعيدة بكل ما أوتينا من إرادة وعزيمة على النجاح بامتياز.