أظهرت دراسةٌ حديثةٌ أنَّ تعرُّضَ النساء الحوامل إلى الملوِّثات البيئيَّة يُؤثِّرُ في مُعدَّل نبض القلب عند الجنين وحركته.
قالت المُعدَّةُ الرئيسيّة للدراسة جانيت ديبيترو، من كلية جونس هوبكنز بلومبيرغ للصحّة العامة: "يكشف النشاطُ الحركي عند الجنين ومُعدَّل نبض القلب مع بعضهما بعضاً كيف ينضج الجنين, ويُمكِّننا هذا من تقييم كيف يُمكن للتعرُّض أن يُؤثِّر في تخلُّق الجهاز العصبي".
حلَّل الباحِثون عيّنات دم من 50 امرأة حاملاً (ذوات دخل مرتفع ودخل منخفض) في منطقة بالتيمور ومُحيطها؛ ووجدوا أن لديهنّ جميعاً مستويات قابلة للكشف من الكلورات العضوية, بما فيها DDT و PCBs، وغيرهما من المبيدات الحشريّة التي مُنِع استخدامها في الولايات المتّحدة لأكثر من ثلاثة عقود.
وجد الباحِثون أنَّ النساءَ ذوات الدخل المرتفع كان لديهنّ تراكيز أعلى من المواد الكيميائيّة، مُقارنةً بالنساء ذوات الدخل المنخفض.
جُمِعت عيّنات الدّم في الأسبوع السادس والثلاثين من الحمل؛ وفي الوقت نفسه أُخِذت مقاييس معدّلات نبض القلب عند الأجنّة وحركاتها.
وجد الباحِثون أنَّ مستويات مرتفعة من بعض المُلوِّثات البيئيّة الشائعة, ترافقت مع زيادة في تواتر وشدّة حركة الأجنّة. كما ترافقت بعضُ المواد الكيميائيّة أيضاً مع تغيّرات أقل في معدّل نبض القلب عند الأجنّة, الذي يُؤمِّن بشكلٍ طبيعي التوازنَ لحركة الجنين.
قالت ديبيترو: "تعتمد مُعظمُ الدراسات، حول المُلوِّثات البيئيّة ونمو الأطفال, على الانتظار إلى غاية أن يبلغ الصغار أعماراً يُمكن فيها تقييم تأثيرات الأشياء التي تعرّضت لها الأمهاتُ في أثناء الحمل؛ بينما قمنا في هذه الدراسة بمُلاحظة تلك التأثيرات في الرَّحم".
"إنَّ الكيفيّةَ التي تُحدِّدُ فيها فترة ماقبل الولادة مرحلةَ نمو الطفل لاحقاً, موضوع يحظى باهتمام بالغٍ".
"تُظهر نتائجُ هذه الدراسة أنَّ الأجنّة التي تتخلّق تكون قابلة للتأثّر بالملوثات البيئيّة؛ وأنّنا نستطيع تحرّي هذا عن طريق قياس السلوك العصبيّ عند الأجنّة. هذا دليلٌ آخر على الحاجة إلى وقاية دماغ الجنين القابل للتأثّر عند تخلّقه من تأثيرات الملوِّثات البيئيّة؛ وذلك في فترة ماقبل الولادة وما بعدها معاً".