السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أشكر الدكتورة رغدة شكراً جزيلاً على الرد على سؤالي السابق, وبالفعل تمت تجربة المسكنات لمدة يومين آخرين - ولله الحمد - الصداع تقريباً لم يكن موجوداً أثناء أخذ المسكنات, وتم إيقاف المسكن لمدة يوم, والآن شعرت بصداع، ولكن بشكل بسيط جداً, ليس بشدة الصداع الأول, فهل هذا مؤشر على وجود تحسن بالحالة من تلقاء نفسها واستبعاد الصداع الشوكي؟ أم أنه يمكن للصداع الشوكي أن يشفى من تلقاء نفسه؟
وجزاكم الله خير الجزاء.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علاء حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
نعم -أيها الأخ الفاضل- إن حالة الصداع الشوكي هذه قد تتحسن تدريجيا من تلقاء نفسها, ومع الوقت عند تناول المسكنات والسوائل, والابتعاد عن كل ما يزيد الضغط داخل البطن, وذلك لأن الثقب قد ينغلق من تلقاء نفسه, بدون أي إجراء آخر - خاصة إن كان صغيراً - فالجسم قادر على تشكيل السائل من جديد.
إن تشخيص هذا النوع من الصداع هو تشخيص سريري، أي يتم بناءً على الوصف وعلى الحالة السريرية، والأهم على الشك بحدوثه, فأي سيدة تعاني من صداع شديد ومستمر, بعد ولادة قيصرية, أو عادية تمت مع إعطاء إبرة التخدير في الظهر, وتم استبعاد الاحتمالات الأخرى, وأهمها: التهاب السحايا - وهذا ما قام به الطبيب حين قام بتحريك رأس زوجتك بعض الحركات - ففي هذه الحالة يكون سبب الصداع هو حدوث ثقب مكان الإبرة, وبالتالي حدوث الصداع الشوكي, ويؤكد التشخيص تحسن الصداع بعض الشيء بالاستلقاء, وزيادته بالوقوف.
فإن كان الصداع قد بدأ يخف عند زوجتك فهذه علامة مطمئنة على بدء حدوث التحسن العفوي - إن شاء الله - ويمكن الانتظار ليومين أو ثلاثة أيضا, وبعدها يجب أن يكون قد خف كثيرا أو زال كليا - إن شاء الله - فهنا ولله الحمد يكون قد تم الشفاء.
ولكن إن استمر الصداع أو خف لكن بقي بحاجة إلى المسكنات بشكل متواصل, أو ازداد حدة - لا قدر الله - فيجب مراجعة الطبيب ثانية لإعادة الفحص, ومن ثم علاج الحالة كما سبق وذكرت، وقد يختلط الأمر بالصداع العضلي بسبب الإجهاد والتعب في هذه الحالة، أي قد تعاني السيدة من النوعين معاً، ويمكن التمييز بينهما عن طريق الوضعية كما سبق وذكرت, فصداع العضلات, أو صداع التعب لا يتغير بتغير الوضعية من الاستلقاء إلى الجلوس, بينما الصداع الشوكي يزداد بالجلوس, ويخف بالاستلقاء.
ندعو لزوجتك بالشفاء العاجل إن شاء الله تعالى.