تقدمت عروس سعودية؛ لم يمضِ على زواجها سوى ثلاثة أشهر للمحكمة؛ للمطالبة بفسخ نكاحها، بعد أن طفح بها الكيل؛ جراء تعرض جسدها للتشوه بكدمات وجروح غائرة في أماكن متفرقة؛ نتيجة إصرار زوجها على ممارسة العض أثناء ممارسته العلاقة الزوجية، وهو ما لم تتقبله الزوجة، واعتبرته عملاً سادياً خارجاً عن المألوف؛ أدى لنفورها منه، وسرعة حصولها على الطلاق، وسط دهشة الزوج وتوسلاته ببقائها على عصمته.
التثقيف الجنسي
بعد استماع مستشار العلاقات الأسرية، ناصر الثبيتي، إلى طرفي القضية؛ أشار إلى أنّ «منبع المشكلة؛ يكمن في جهل الزوج، وعدم معرفته بأبجديات العلاقة الزوجية، ومهارات التعامل مع عروسه، واعتماده على ثقافته الغربية في هذا الجانب، والميل لاستخدام ممارسات العض والضرب، الخارجة عن المألوف، وقد يعود ذلك نتيجة سفرياته المتعددة للخارج، وتأثره بالأفلام الأجنبية، وكما يلعب الوضع الاجتماعي للزوج دوراً في التأثير على شخصيته، وميله للعنف». ودعا الثبيتي إلى ضرورة إلحاق المقبلين على الزواج بدورات تثقيفية، وضرورة إلزامية تلك الدورات، وأن تضم معلومات تثقيفية جنسية وفق الضوابط الشرعية؛ تفادياً لكثرة حالات الطلاق؛ التي تقع عادة في السنوات الأولى من عمر الزواج، وفي معظم أسبابها، تتعلق بالعلاقة الجنسية».
المداعبة لا تعني العنف
الدكتور وليد الزهراني، الاستشاري النفسي الإكلينكي، يشير إلى أنّ العض يعد نوعاً من أنواع المداعبة الجنسية، ومعظم الرجال قد يمارسون ذلك مع زوجاتهم لا شعورياً؛ لإثارة أحاسيسهنّ وشهوتهنّ، خصوصاً عند المعاناة من برود الزوجات، فإذا حصل نفور من قبل الزوجة، وعدم رغبة في العلاقة؛ فيعد ذلك رد فعل غير مقبول، وقد تكون حالة شائعة بين النساء، إذ تلعب طبيعة التربية الخجولة في المجتمع السعودي، وسياسة العيب وجهل المرأة بالثقافة الجنسية دورها في هذا الجانب، ويتطلب الوضع توعية الزوجة وإرشادها جنسياً.
سلوك سادي
ويضيف الدكتور وليد: «أما إذا تم ممارسة العض من قبل الزوج وبشكل عنيف وأدى إلى كدمات وجروح ونزف، وتعرضت الزوجة للأذى الجسدي، كما في القصة التي بين أيديكم، ما يسبب لها الكثير من الألم والإحراج مع الآخرين، فهنا يتحول العض إلى سلوك سادي وشراسة وعنف، ومن حق الزوجة طلب الطلاق، وهذا يتطلب خضوع الزوجة للتأهيل والعلاج النفسي؛ حتى لاتؤدي التجربة المريرة التي مرت بها إلى التسبب في عقدة لها من الزواج، والخوف من خوض التجربة للمرة الثانية».