التقينا زوجات وأزواجاً ضبطوا شركاء حياتهم وهم يشاهدون تلك الأفلام، وسألت بعض مشاهدي تلك الأفلام عن أسباب متابعتها، واستعرضت آراء المختصين؛ فكان هذا الموضوع.
شاهديها معي
البداية كانت مع نورة، وهي ربة بيت، اكتشفت أن زوجها مدمن على مشاهدة الأفلام الإباحية، وعندما رآها لم يهتم، بل واصل متابعته للفيلم، وبدأ يعرض عليّ مشاركته رؤية تلك الأفلام، وعندما رفضت طلبه، وترك المنزل لأيام، تتابع: "عاد وكان يتوقع أنني سأخضع لمطالبه، وأصبحت حياتنا بسبب إدمانه على هذا النوع من الأفلام لا تطاق، وكان في كل مرة يهددني بالطلاق. لا أخفيكم أنني كنت أنتظر أن يفعلها بفارغ الصبر؛ لأنه منذ أن تزوجنا كان يطلب مني أشياء غريبة في لحظات الجماع، ونفَّذ وعده وطلقني".
لا يحتاج إلى تضخيم!
يعترف الموظف فهد، وهو متزوج ولديه طفلان، بمشاهدته للأفلام الإباحية: يتابع: "نحن كشباب متزوجين أو غير متزوجين؛ نتبادل هذه الأفلام عبر مقاطع على الهاتف المحمول عن طريق «الواتس أب» وغيره من الخدمات، وأحياناً نتداول بعض الروابط مع بعضنا، ونفتحها عن طريق الإنترنت، وهناك طرق لفتح المواقع المحظورة، وهذه الطرق يعرفها بعض الشباب، كما أن موقع اليوتيوب مليء بمثل هذه الأفلام، ومن وجهة نظري، فأنا لا أرى مشكلة في مشاهدتها".
توافقه الرأي سميرة «موظفة» فمتابعتها مجرد فضول ومعرفة فقط، وقد ساعدت وسائل الاتصال الحديثة على تبادلها.
فيما تستغرب مصممة الأزياء حنان الفيصل من انجذاب بعض الرجال والنساء وإدمانهم على مثل هذه الأفلام، وتهتبرهم أناساً يعانون من نقص أو مرض، ويحتاجون إلى علاج سريع.
هاتفي مقبرة تلك الأفلام
أما الفنان هاني ناظر فيرى أن هؤلاء لا يحتاجون إلى نصح؛ لأن الدين واضح بمثل هذه الأمور، ويقول: يجب أن يبتعد كل من يرى هذه الأفلام عن رؤيتها؛ لأن هناك قاعدة شرعية تحرِّمها، بالإضافة إلى آثارها السلبية على المنزل والعلاقة بين الزوجين، وللأسف فإن عالم الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي والواتس أب؛ ساعدت في انتشار الأفلام والصور الإباحية، كما أنني أنصح من تصله مثل هذه الأفلام بأن يكون جهازه هو المقبرة.
الأفلام محرمة وتمرض القلب
يقول الداعية محمد الماجد: أوجه الكلمة الأولى للرجل سواء أكان متزوجاً أم غير متزوج، والذي ينظر للأفلام الإباحية أو الصور، وأقول له هي محرمة ومسببة لمرض القلب، وبها يظلم القلب ويصبح أسود والعياذ بالله، كما ذكر في أحاديث الرسول عن باب الفتن، حيث قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: «تُعْرَضُ الْفِتَنُ عَلَى القُلُوبِ كَعَرْضِ الْحَصِيرِ عُودًا عُودًا، فَأَيُّ قَلْبٍ أُشرِبَهَا نُكِتَتْ فِيه نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ، وَأَيُّ قَلْبٍ أَنْكَرَهَا نُكِتَتْ فِيهِ نُكْتَةٌ بَيْضاءُ، حَتَّى تَعُودَ الْقُلُوبُ عَلَى قَلْبَيْنِ: قَلْبٍ أَسْوَد مُرْبَاداً كالكُوزِ مُجَخِّياً، لا يَعْرِفُ مَعْروفاً وَلا يُنْكِرُ مُنْكَراً، إِلا مَا أُشْرِبَ مِنْ هَوَاهُ، وَقَلْبٍ أَبْيَض لا تَضُرُّهُ فِتْنَةٌ مَا دَامَتِ السَّماواتُ وَالأرْضُ»، كما تصبح العبادة لديه موحشة، ويفقد لذة القرآن والعبادة والإيمان، ويرى الزوج زوجته أقل من الأخريات مقارنة بما يشاهده بالأفلام، وهنا يفقد لذة الاستمتاع بزوجته المباحة له بالحلال.
البداية فضول ثم إدمان!
تقول الأخصائية النفسية، سلوى العوين، من عيادات سلوى للاستشارات: هناك أشخاص أصبح نشر الأفلام الإباحية يمثل لهم متعة، ويقوم البعض منهم بتبادلها حتى بين الناس الذين لا تربطهم أي صلة بهم، وأنصح من ابتلي من الرجال والنساء بهذا المرض بالاستعانة بطبيب للتخلص من إدمانهم، حيث يتم البحث عن السبب، ثم العمل على التخلص منه.
فقد أثبتت دراسات حديثة، أن مشاهدة الأفلام الإباحية ليست ظاهرة فردية، بل جماعية، وبينت إحصائية حديثة أنه في كل 39 ثانية يتم إنتاج فيلم إباحي في العالم، وفي كل شهر يتم سحب مليار ونصف مليار فيلم إباحي من الإنترنت؛ لأن مثل هذه الأفلام مربحة، والطلب عليها يزداد بشكل كبير.
زوجة أدمنت المواقع الإباحية فطلبت الطلاق
في سابقة غريبة توجهت سيدة للمحكمة الشرعية في غزة تطلب الطلاق من زوجها بعد أن أنجبت منه أربعة أطفال.
وعن سبب طلبها الطلاق قالت الزوجة: اكتشفت أن زوجي لا يمتعني، كما كنت أرى على المواقع الإباحية على شبكة الإنترنت، فقد طلبت منه أن يمارس معي الأوضاع الجنسية التي أدمنت مشاهدتها ولكنه رفض، فقررت أن أطلب الطلاق منه.
الزوجة تقول في شكواها، إنها رأت أموراً جديدة لم تجربها طيلة حياتها الزوجية، التي امتدت عشر سنوات، وتريد أن تجرب كل شيء مع زوج آخر.