يسود اعتقاد بان الرجل يجمح الى العلاقة الجنسية بهدف اللذة بينما المرأة تهدف الى إغواء الرجل من أجل علاقة إجتماعية بالدرجة الأولى ومن ثم جنسية بالدرجة الثانية، إلا أن باحثين رأوا بان الرغبة الجنسية متساوية لدى الطرفين لكن التقاليد الاجتماعية ربما تمنع المرأة من الاعتراف بشغفها بالجنسي.
تعرف الرغبة الجنسية بالسعي لإجراء عمل جنسي، للإعتقاد أن هذا العمل سيؤدي إلى نتيجة إيجابية مرجوة ( كاللذة أو التقرب من الشريك...).
من المعروف اليوم أن الرغبة الجنسية لدى المرأة مرتبطة بعوامل عدة، منها البيولوجية والنفسية. بالنسبة إلى العوامل البيولوجية المعروفة بتأثيرها على الرغبة لدى المرأة، نعدد هرمون التستوستيرون و هرمون الاوسيتوسين.
هرمون التستوستيرون يفرزه المبيض بالإضافة إلى غدد أخرى، وهو يعلو عند المرأة خلال فترة الإباضة ما يزيد من الرغبة الجنسية في هذه الفترة. كما تدل الدراسات أن هرمون الأوسيتوسين يعلو عند شعور المرأة بالرغبة والإثارة. كما ومن الممكن أن تتأثر الرغبة الجنسية لدى المرأة في حال وجود مرض جسدي، أو بعد عملية جراحية خاصة العمليات النسائية كاستئصال الرحم أو استئصال الثدي لاحتمال تأثيرهما على صورة المرأة لنفسها ولأنوثتها. و أما العوامل النفسية التي ممكن أن تؤثر في الشعور بالرغبة الجنسية لدى المرأة فهي التعب والإرهاق والإحباط والملل وعدم التجدد والأمومة...كما الخلاف مع الشريك أو فقدان شخص قريب.
من المواضيع المتداولة كثيرا في الإعلام والمجلات والمناقشات في ميدان الصحة الجنسية، هي مقارنة الرغبة الجنسية عند الرجل بالرغبة الجنسية عند المرأة. هناك عوامل موجودة لدى الإثنين كالتستوستيرون مثلا، فهو أيضا يؤثر كثيرا في الرغبة الجنسية عند الرجل. ومن الشائع أن الرغبة الجنسية عند الرجل تتأثر بنسبة أقل بالعوامل النفسية، أو في حال وجود خلاف مع الشريك. لكن من المهم عدم تناسي هذه العوامل. فمن المعروف أن الإحباط مثلا يؤثر في الرغبة الجنسية لدى الرجل، أو في حال وجود خلاف في العمل مثلا. وهو أمر يلحظه أخصائيو الصحة الجنسية خلال المعاينات العيادية.
الرجل يبحث عن اللذة الجنسية
وتفيد بعض الدراسات أنه عند توجيه السؤال للنساء عما يزيد من رغبتهن الجنسية، فالاجابة الشائعة هي إحساس المرأة بأنها مرغوبة من الرجل. كما وأن عاملا آخر يزيد من الرغبة الجنسية عند المرأة هو السعي إلى التقرب من الرجل وإقامة علاقة. أما العوامل التي يذكرها الرجل بأنها تزيد من الرغبة الجنسية لديه، فهو لذة السعي وراء المرأة للتقرب منها ونجاحه بإثارتها. ومن الشائع أن الرجل يسعى لإقامة علاقة جنسية من أجل اللذة وليس من أجل علاقة طويلة الأمد.
ومن الشائع أيضا أن الرجل هو الذي يبادر بالسعي إلى إقامة علاقة جنسية مع المرأة في معظم الأحيان. وأن العكس هو الإستثناء.
خلافا للدراسات المذكورة، وللأفكار الشائعة التي تظهر فرقا بين أسباب الرغبة الجنسية لدى المرأة والرجل، وتعد أن اختلاف الرغبة الجنسية هو الذي يودي بالرجل للسعي لإقامة علاقة جنسية مع المرأة، لاحظ بعض الباحثين لدى مراقبتهم لبعض الحيوانات كالفئران والقردة، أن الأنثى أيضا تسعى لإقامة علاقة جنسية مع الذكر، وأن هذا الدور لا يقتصر على الذكر. وبذلك ينتقد هؤلاء الباحثون ما ذكر سابقا عن إختلاف الرغبة الجنسية بين المرأة والرجل. ويعتقدون أنه من الممكن تطبيق هذه الاستنتاجات على الرجل والمرأة، وأن الرغبة الجنسية لدى المرأة تدفعها أيضا إلى السعي إلى إقامة علاقة جنسية مع الرجل كما لوحظ عند الحيوانات.
الضغط الاجتماعي والافصاح عن الرغبة
وفي الحقيقة أن أفعال الإنسان، إمرأة كانت أم رجلا، هي نتيجة عوامل عدة، منها البيولوجية ومنها العاطفية ومنها النفسية ومنها البيئية ومنها الموروثة.. الخ.. وإقامة علاقة جنسية هي أحد الأفعال التي تخضع لهذه العوامل. وعلى الرغم من أن الحيوانات تعيش أيضا في مجموعات، الا أنه لا يمكن مطابقة أفعالها كاملا مع أفعال الإنسان، بمعنى أنه من الممكن أن الرغبة الجنسية للمرأة من الناحية البيولوجية البحتة ممكن أن تدفعها لتصرفات غير التي تقوم بها حاليا، إلا أنه من غير الممكن التغاضي عن التركيبة الاجتماعية البيئية التي يعيش فيها المرأة والرجل. ومن الصعب معرفة ما إذا كانت النساء اللواتي تجيب أن ما يزيد من الرغبة الجنسية لديهن هو الشعور بانهن مرغوبات من الرجل، ما إذا كان سبب ذلك هو تربويا إجتماعيا أم بيولوجيا تركيبيا. وأوضحت دراسات أنه في بعض الحالات، هنالك تفاوت بين ما تفيد به النساء و الحقيقة البيولوجية. مثلا لوحظ أن بعض النساء تقول إنهن لا يشعرن بالاثارة لدى مشاهدة مشاهد مثيرة جنسيا، ولكن القياس البيولوجي للاثارة (تقنية خاصة في المهبل) تفيد بأنه توجد إثارة جسدية.
اذا، من غير الممكن حاليا معرفة الى أي حد تلعب العوامل البيولوجية (أو الحيوانية) دورا في تصرف المرأة نسبة للجنس، من الممكن أن هذا الدور هو أكبر من الشائع حاليا وأن ذلك لا يظهر في الدراسات كون المرأة لا تعترف بذلك بسبب الضغط الاجتماعي أو حرصا منها على الإبقاء على الصورة والدور الذي يعطيه المجتمع لها. ولكن لا يجب أن ننسى أن المرأة كائن اجتماعي عاطفي، تتصرف وفقا لأحاسيسها ودورها الاجتماعي، بالاضافة الى تكوينها البيولوجي. وأنه في أمور الجنس، هنالك دائما خليط من العوامل الجسدية والنفسية الفاعلة. وبعيدا عن كل الضغوطات الاجتماعية، ينسى بعض النساء أن الهدف من الجنس هو الشعور باللذة، وهذا هو من اهم العوامل التي بامكانه الحفاظ على الرغبة الجنسية.