أظهرت دراسة طبية حديثة، أن بعض الأمهات اللاتى يعانى أطفالهن من مرض التوحد يفرز جهازهن المناعى أجساما مضادة تعمل على مهاجمة بروتينات المخ لدى الجنين.
وأكد أندرو أدسمان، أستاذ المخ والأعصاب ومرض التوحد ورئيس «طب الاطفال التنموى السلوكي» بمركز كوهين الطبى فى نيويورك على أن مرض التوحد يعد من الألغاز المرضية التى يكتنفها الكثير من الغموض إلا أن النتائج الحديثة المتوصل إليها تسلط مزيدا من الضوء على آلية حدوث هذا المرض وفرص تطوره بالإضافة إلى إمكانية وضع إستراتيجية علاجية فعالة للقضاء عليه.
وأضاف أدسمان، أن الأجسام المضادة للأمهات هى فى الواقع المسئولة عن التسبب فى بعض الحالات المرضية من مرض التوحد فى الوقت الذى يمكن أن يسهم اختبار بسيط للدم قبل الولادة أو حتى قبل الحمل فى تقييم مخاطر وفرص إصابة طفل المستقبل بالمرض.
كما تسهم النتائج المتوصل إليها فى تطوير أجيال جديدة من العقاقير الطبية تسهم بشكل فعال فى علاج المرض أو على أقل تقدير التغلب بصورة كبيرة على الآثار الجانبية السلبية له.
كانت الأبحاث الطبية قد أجريت على تحليل عينات دم مأخوذة من أكثر من 246 أم للأطفال مصابين بمرض التوحد بالإضافة إلى عينات دم من 149 أم لا يعانى أطفالها من هذا المرض اللعين ليتم مقارنة العينات المأخوذة من الفئتين.
وكشفت المقارنة أن الأمهات التى يحملن فى دمائهن أجساما مضادة ارتفعت بمعدل 21 ضعف فرص إصابة أطفالهن بمرض التوحد نتيجة تفاعل هذه الأجسام مع البروتينات المتواجدة فى مخ الجنين.
كانت الأبحاث الطبية السابقة قد أشارت إلى أن الأمهات اللاتى يمتلكن أجساما مضادة فى دمائهن أطفالهن أكثر عرضة للمعاناة من مشكلات فى تأخر تعمل مهارات اللغة بالإضافة إلى اضطرابات سلوكية بالمقارنة بالأطفال الذين لا تعانى أمهاتهن من هذه المضادات.