العلاقة الجنسية الحميمة مع الشريك تثير الدهشة في نظرة المرء لذاته، فالجسم يفرز الأندروفين بعد الممارسة، وهي مادة تبعث الشعور بالسعادة وتحسّن المزاج، إذا كانت حياتكِ الجنسية غير سعيدة فستنعكس على حالتكِ النفسية، ولكن إذا كان الجنس جيدا فمن المعتقد أنه يحسن صورة الذات ويقل القلق وتقل نسبة حدوث الأمراض النفسية، والاكتئاب وحتى محاولات الانتحار، هذا ما أكدته جوليا كول مؤلفة كتاب "كيف يكون لكِ الجنس رائعا ما بقي من حياتكِ"، كما أوضحت د. هبة قطب "استشاري العلاقات الجنسية والأسرية" أن العلاقة الحميمة بين الأزواج لها أهمية كبرى فهى مصدر السعادة الزوجية وتساعد على تحمل المصاعب الحياتية.
سحر الكلمات الرومانسية
رفض العلاقة الجنسية وتراجع الشهوة الجنسية يؤديان إلى المشكلات النفسية التى يصعب حلها، فهناك كثير من المشكلات النفسية بسبب رفض الجنس وتراجع الشهوة الجنسية لدى أحد الطرفين خاصة المرأة وغالبا ما يكون ذلك بسبب افتقادها للرومانسية فى علاقتها بزوجها، فالكلمات الرومانسية لها سحر خاص على العلاقة الزوجية ووجودها له تأثير بالإيجاب وانعدامها أيضا له تأثير بالسلب على العلاقة الزوجية، فالحب كائن حى يحتاج إلى ما يبقيه حيا من كلمات وأفعال وممارسات وعبارات وهناك عبارة تقول إن الجنس عند الرجل يؤدى إلى الحب بينما الحب عند المرأة هو الذى يؤدى إلى الجنس، فالجنس بالنسبة للرجل مسألة بيولوجية فى المقام الأول بينما يرتبط الجنس عند المرأة بالحالة النفسية.
السعادة الجنسية لمحاربة الأرق
كما تساعد (النشوة الجنسية) على إفراز هورمون الأوكسيتوسين الذي بإمكانه أن يؤثر على النوم، فالجنس يسبب الارتخاء ويساعد على محاربة الأرق، فالكثير من الناس يمارسون الجنس كوسيلة للتخلص من الأرق وهذا الاستنتاج توصل إليه د. ديلفن إخصائى الطب الجنسى في بحث أجري عام 2000 حيث وجد 32% من أصل 1866 أنثى أنهن يلجئن إلى الجماع لمساعدتهن على النوم. وأيضا كثير من الأبحاث أثبتت أن اللمسة العاطفية لها تأثير مهدئ على الإنسان خصوصاً من شخص يهمكِ، ويُعتقد أن السبب في ذلك هو قلّة إفراز مادة الكرتيزول "مادة تفرز أثناء التوتر".
شروط التوافق الجنسى
للحصول على سعادة بين الزوجين لابد من توافر عوامل أهمها:
- التوافق الجنسى وإذا كانت هناك بعض المشكلات الجنسية فلابد من علاجها حتى لا تكون عائقاً أمام استمرار الحياة الزوجية.
- ممارسة المعاشرة الحميمة بكثرة إذا توافرت الرغبة فقد أثبتت دراسة أعدها خبراء اجتماعيون أن المعاشرة الحميمة تعتبر مصدراً مهماً من مصادر السعادة بالنسبة للرجل والمرأة، لأنها تساعد على الاسترخاء، وتبعد عنك التوتر وشد الأعصاب.
- كوني جميلة كل يوم: إن اعتناء المرأة بنفسها، واستخدامها الماكياج والعطور التى يحبها زوجها يزيدها ثقة بنفسها، فالأزواج يرغبون في رؤية زوجاتهم جميلات طوال الوقت وليس أثناء الخروج من البيت فقط فهو يشعر باهتمامها به عند تتزين له فقط.
- وعلى الزوج الابتعاد عن انتقاد الزوجة ومعاملتها برقة وحنان فمعاملته لها طوال اليوم تؤثر على رغبتها الجنسية والوصول إلى النشوة أثناء المعاشرة.
السعادة الزوجية تبدأ من النجاح فى العلاقة
ممارسة الجنس والحصول على النشوة هو مفتاح الألفة والمعاشرة وضمان الحصول على علاقة متينة طويلة الأمد والتي بدورها ترتبط مع طول الحياة في عدد من الدراسات، وهذا سببه أيضًا الأوكسيتوسين الذي يسمى أيضًا هورمون الأصرة حيث يُفرز عند المرأة أثناء الولادة فيبني الارتباط المتين مع الطفل، وهذا ما يُفسر سبب استمرار العلاقة الجنسية بعد فترة انقطاع الخصوبة.
انقطاع العلاقة يثير المشكلات بين الزوجين
عندما طلب من مجموعة من الأزواج عدم الاتصال الجنسى لفترة طويلة لإجراء دراسة وضح أنه حدث انحدار فى العلاقة الزوجية بصفة عامة بين الأزواج، ومن هنا أوضح البحث ضرورة عدم لجوء الزوجين فى حالة المشاكل للانقطاع عن الجنس لأن ذلك يساعد على تفاقم المشكلات.