النساءُ بعد سنِّ اليأس، اللواتي يستخدمنَ نوعاً من خافضات ضغط الدم يُسمَّى حاصرات قنوات الكالسيوم، قد يزيد احتمالُ إصابتهنَّ بسرطان الثدي، كما يشير بحثٌ جديد؛ فالنساءُ اللواتي يستخدمنَ هذه العقاقير منذ فترة طويلة أظهرنَ زيادةً أكثر من الضعفين في مخاطر الإصابة بسرطان الثدي مقارنةً مع النساء اللواتي لا يستخدمنَ هذه الأدوية، وفقاً للدراسة. ولكنَّ سببَ الارتباط بين حاصرات قنوات الكالسيوم وسرطان الثدي غيرُ واضح.
قال المعدُّ الرئيسي الدراسة الدكتور كريستوفر لي، من مركز فريد هاتشينسون لأبحاث السرطان في سياتل: "نحن نبحث في هذه الأدوية لأنَّ الناسَ الذين يستخدمونها لمعالجة ارتفاع ضغط الدم يفعلون ذلك بقيةَ حياتهم عادةً. لقد كانت هناك بعضُ الأدلَّة التي تشير إلى أنَّ بعضَ خافضات الضغط هذه قد تكون ذات صلةٍ بخطر الإصابة بسرطان الثدي".
وقال لي أيضاً: وجدت الدراسةُ على ما يقرب من 3000 من النساء أنَّ من بين أدوية ارتفاع ضغط الدم، كانت حاصراتُ قنوات الكالسيوم فقط تحمل خطراً أكبر للإصابة بسرطان الثدي.
"رغم احتمالاتِ القلق التي أثارتها هذه الدراسة، فإنَّ النتائجَ لا تبرِّر أيَّ تعديلات في الممارسة السريرية، إذا علينا تكرار هذه الدراسة قبل أن نوصي بأيِّ نوع من التغيير".
كما حذَّر لي أيضاً من أنَّ النتائجَ تُظهِر وجودَ علاقةٍ بين حاصرات قنوات الكالسيوم وسرطان الثدي، ولكنَّها لا تثبت أنَّها تسبِّب سرطانَ الثدي.
وأضاف: "إنَّنا بحاجةٍ إلى أن نرى تأكيداً لهذه النتائج قبل أن نقدِّمَ أيةَ توصية للنساء لتغيير ما يقمنَ باستخدامه".
تشمل حاصراتُ قنوات الكالسيوم العديدَ من الأدوية، مثل: أملوديبين (نورفاساك Norvasc)، وديلتيازيم (كارديزيم Cardizem)، ونيكارديبين (كاردين Cardene)، ونيفيديبين (بروكارديا Procardia، أدالات)، وفيراباميل (فيرلان Verelan).
هذه دراسةٌ جيِّدة، ولكن هذا لا يعني أن يتوقَّفَ الأطبَّاءُ عن وصف حاصرات قنوات الكالسيوم، لأنها دراسةٌ قائمة على الملاحظة.
لإجراء الدراسة، جمع فريقُ لي البيانات على ما يقرب من 2000 امرأة مصابة بسرطان الثدي كانت أعمارهنَّ تتراوح بين 55 و 74 سنة، مع مقارنة ذلك بمعلومات عن أكثر من 800 امرأة غير مصابة بالسرطان.
درس الباحثون أيَّ دواء مأخوذ لارتفاع ضغط الدم ، ونوعه ومدَّة استعماله.
كان لدى النساء اللواتي استخدمنَ حاصرات قنوات الكالسيوم لأكثر من 10 سنوات زيادةٌ في خطر الإصابة بسرطان الثدي بنسبة 2.5 ضعف مقارنةً مع النساء اللاتي لا يتناولن هذه الأدوية، مثلما خلصَ الباحثون.
لم ترتبط أدويةُ ضغط الدم الأخرى ، مثل مدرَّات البول وحاصرات بيتا ومضادَّات الأنجيوتنسين II، مع زيادة خطر الإصابة بسرطان الثدي في الدراسة.