لم يعد التلفاز جهازًا أساسيًا في أجهزة المنزل فحسب بل بات عضوًا وفردًا من أفراد الأسرة، حتى أن عباراتنا تقول "أوضة التليفزيون". وهكذا فإن ما نشاهده ويشاهده أطفالنا من مسلسلات وأفلام وكارتون وإعلانات أصبح مؤثرًا على السلوك والأخلاق والتربية. ولأن الإعلانات هي أكثر المواد التليفزيونية تكرارًا على مدار الساعة فإنها الأكثر تأثيرًا على عقول الكبار والصغار على حد سواءً. وبصفتك أمًا فمن المهم مراقبة كل ما يؤثر على طفلك تربويًا وسلوكيًا.
آثار سلبية لمشاهدة التلفاز بوجه عام:
دلت عدة دراسات أن أقل ما يعاني منها الأطفال بعد مشاهدتهم للتلفاز فترات طويلة، مقاومتهم للدخول إلى السرير بالأساس، وهو مما ينعكس سلبًا على تطور قدراتهم العقلية والوجدانية ويضعف التحصيل التعليمي، وقد يؤدي إلى الانزعاج المرضي أو الاكتئاب.
ويرتبط الإفراط في مشاهدة التلفاز بتناول الطعام أثنائها، وبالتالي ببدانة الأطفال، وتتفاقم بسبب إقبالهم على أنواع الطعام والشراب المصنعة وغير الصحية، والتي يعلن عنها كثيرًا من خلال الإعلان التلفزيوني.
ويبدأ الإفراط في مشاهدة التلفاز في سنوات العمر الأولى ويتحول إلى نوع من الإدمان قد يصعب الإقلاع عنه ويؤثر على الإقبال على أنشطة تساعد على نمو الطفل معرفيًّا ووجدانيًّا، مثل الدراسة والنشاطات الاجتماعية.
الإعلانات وتأثيرها على الشباب والأطفال
الشباب:
كشفت دراسة علمية أعدتها إحدى الباحثات في كلية الإعلام جامعة القاهرة، أن 100% من الإعلانات الموجهة للشباب من الجنسين تمتلئ بالإثارة في الشكل أو المضمون.
وأثبتت نتائج هذه الدراسة أن 68% من إجمالي الإعلانات التي خضعت للدراسة تحمل قيمًا سلبية للمشاهد، وهي: الشراهة، والتبذير، والتفاخر، والمباهاة، والعنف من خلال إعلانات الأفلام، والتركيز على جذب الجنس الآخر في إعلانات السجائر والعطور، حيث يتم استخدام المرأة في إعلانات سلع الذكور فقط، والعكس صحيح مما يعطى الإيحاء للمشاهد بأن شراءه لهذه السلعة له تأثير على الجنس الآخر، هذا بالإضافة إلى استخدام الملابس غير اللائقة والصوت المثير في العديد من الإعلانات.
الأطفال:
في دراسات مشابهة حول تأثير الإعلانات التلفازية على قيم وسلوكيات الأطفال، جرى التأكيد على أن الأطفال دون السابعة الذين يشاهدون الكثير من إعلانات التلفاز يكتسبون عادات سلوكية ذميمة مثل الطمع والإلحاح في طلب السلع المعلن عنها.
وأكدت الدكتورة "كارين بين" نتائج أبحاثها في مؤتمر عُقد بمدينة جلاسكو، على أن فرض القيود على الإعلانات قد يقلل من الضغوط على الآباء.
ولعل نتائج هذه الدراسات هي التي دفعت الاتحاد الأوروبي الى التوجه نحو حظر بث الإعلانات التجارية في برامج الأطفال نظراً لما تجره من انعكاسات سلبية عليهم.
الحلول التربوية:
- تحديد أوقات معينة لمشاهدة التلفاز بما لا يزيد عن ساعتين يوميًا للأطفال فوق العامين وعدم مشاهدته لمن هو دون العامين
- ضرورة ترشيد مشاهدة الأطفال للتلفاز، باختيار برامج من نوعية مناسبة، بما ينمي عقولهم ومواهبهم ومعارفهم
- يجب ألا يكون التلفاز هو الوسيلة الترفيهية الوحيدة للأطفال، ولكن يجب تشجيع الأطفال على ممارسة الأنشطة كالرحلات، واستخدام الألعاب، وممارسة الرياضة، والهوايات، والقراءة
- مشاركة الأطفال مشاهدة البرامج ومناقشتها معهم عند الحاجة؛ لدعم الجوانب المفيدة في البرامج ومحو جوانبها الضارة.
- قضاء أوقات كافية مع أطفالهم، واختيار ما يناسبهم، ويوافقهم وتوجيههم للبرامج التعليمية.
- تحديد وقت مشاهدة التلفاز بما لا يتعدى ساعتين في اليوم لجميع أفراد الأسرة، واستبدال بالقراءة والكتابة والاستماع وأن يشاهد الطفل أبويه كذلك.
- تجنب جميع أفراد الأسرة تناول الطعام، أو الوجبات الخفيفة، أمام التلفاز.