السؤال
أنا متزوجة منذ سنة، وزوجي منذ اليوم الأول يعاني من سرعة القذف، كلمته مرارا وصبرت عليه، لكنه لم يذهب حتى لرؤية طبيب مختص.
أما الحل الذي وجده فهو الابتعاد نهائيا، فهو لا يجامعني إلا مرة كل شهرين، فماذا أفعل معه?
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ fulla حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
نرحب بك ابنتنا الفاضلة، ونسأل الله لك السداد والرشاد، وأن يعينك على التمتع بالحلال مع زوجك الحلال، ونسأل الله أن يعينه على الخير، وأن يقر عينك بصلاحه وهدايته، وكم تمنينا لو أن هذه الاستشارة جاءتنا منذ البداية، فإن علاج هذه الحالة سهل، والأمر يحتاج إلى التشجيع لا إلى التوبيخ، يحتاج إلى الصبر، وليس إلى الاستعجال، يحتاج إلى الملاطفة، وليست المعاتبة، يحتاج إلى تفهم نفسية الرجل، فالجانب النفسي في هذا الجانب من الأهمية بمكان، والمرأة تستطيع أن تعاون زوجها لتستمتع معه في تلك اللحظات، بأن تبادر هي إذا كان الزوج سريع القذف، وأن تجتهد في أن تداعبه وتلاطفه وتشجعه، فالتشجيع له أثر كبير جدًّا، لو أنك قلت (اليوم أحسن) فالذي بعده سيكون أفضل، وبهذه الطريقة يمكن أن يحصل العلاج، ونحن على ثقة من أهمية النجاح في الفراش؛ لأن النجاح في الفراش ينعكس في الحياة، ويكون ثمرة للنجاح في الفراش، وفي العلاقة الخاصة.
ونوقن أن سرعة القذف من الرجل وانتهاؤه قبل أن تبلغ المرأة حظها وحقها يجلب لها الآلام والآثار المؤلمة، والرجل إذا أصيب في هذه المسألة، ووجد من زوجته النقد والتعليق، فإن الأمر يزداد سوءًا، وهو سبب مباشر في بعده؛ لأنه يرى أن فشله في العلاقة خدش في رجولته، فهو يتفادى ممارسة العلاقة، خوفًا من الفشل، والخوف من الفشل هو الذي يوقع في الفشل، ولذلك حتى مسألة الذهاب للطبيب كان ينبغي أن يكون بطريقة هيا (لنذهب جميعًا، أنا أشعر بكذا) وعند ذلك هو سيتكلم أو تتكلمي عند الطبيب، يعني مسألة فيها نوع من الاستدراج.
أما أن أقول: (اذهب للطبيب فأنت مريض، وأنت ناقص وأنت عاجز) هكذا وصلت إليه الرسالة، فلذلك هو يرفض، ويريد أن يثبت رجولته بالعناد وبالبعد عنك، وبإذلالك، فحاولي أن تغيري طريقة التعامل معه، وكوني أنت المبادرة، وهذه نقطة مهمة جدًّا، أنك إذا تهيأت ذهنيًا وبدأت بالمبادرة، والمداعبة فإنه سينجح - إن شاء الله تعالى – في مسألة إفراغ الماء، وهذا يجلب لك وله السعادة، وعندها سيكون في هذا أحسن وتشجيعًا له.
فاذكري ما عنده من المحاسن والإيجابيات، وأثني على رجولته، وهذا كله يبعث فيه الروح التي تؤهله للحظات سعيدة يقضيها مع زوجته.
وعليكما جميعًا أيضًا اللجوء إلى الله تبارك وتعالى، والبعد عن المعاصي، وتجنب التوتر في البيت، خاصة قبل العلاقة؛ لأن هذا يؤثر جدًّا على الرجل وعلى نفسياته إذا كان الأمر فيه توتر قبل العلاقة الخاصة الحميمية، بل ينبغي أن ننسى مشاكلنا خارج غرفة النوم، ولا نناقشها في تلك اللحظات الجميلة، ونختار لها أوقاتًا مناسبة وألفاظ مناسبة وكلمات مناسبة بعيدًا عن لحظات المتعة، بل بعيدًا عن غرفة النوم، حتى لا ترتبط غرفة النوم ذهنيًا بالإشكالات وبالتوترات والخصومات.
والأمر يحتاج إلى صبر، ونتمنى أن تغيري طريقتك تمامًا، وأن تجتهدي في أن تبادري وأن تقتربي منه، وأن تدخلي إلى حياته، وتتعرفي على اهتماماته، وتتجنبي إزعاجه عند حصول المشكلات بالنسبة له، فالرجل يحتاج شيئا من الهدوء إذا كانت عنده مشكلات في العمل، أو مشكلات مالية أو نحوها، وكوني أنت السكن، وقابليه بالابتسامة، وقبليه إذا خرج وقبليه إذا دخل، واسألي عنه إذا غاب، واقتربي منه، واشتركي في حياته، اجعلي بينك وبينه قواسم مشتركة من الاهتمامات، تعاوني معه على السجود والركوع لرب الأرض والسموات، ونسأل الله أن يسعدك بالحلال، وأن يلهمك السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.
والله الموفق.