الفستان الأبيض والزفاف السعيد وفارس الأحلام حلم كل فتاة تتخيل وترسم حياة زوجية معينة و خاصة ، لكن عندما تنضج الفتاة تستوعب أن هذه الحياة ليست سهلة كما كانت تحلم بها إنما هي بداية لمسؤولية كبيرة تقع على عاتقها.
وتبدأ هذه المسؤولية تحديداً من ليلة الدخلة حيث تحتاج هذه الليلة إلى تأهيل نفسي وتحضير جسدي من الأم، ومن هنا نجد أن الأم عليها المسؤولية الأولي والأخيرة في توجيه ابنتها وتأهيلها لهذه الليلة بل توجيها للحياة الزوجية كلها.
ولأن الطابع الشرقي يؤثر على معظم الأمهات نجدهن يرفضن بنسبة كبيرة البوح أو التحدث مع بناتهن فيهذه الأمور، مع الاكتفاء بالقول ” زوجها يقوم بالواجب ويعرفها “.
” لهـن ” يطرح هذا السؤال على بعض الأمهات، هل تخبرين ابنتك عما يحدث في ليلة الدخلة كتأهيل وتحضير نفسي لها؟ ولماذا؟
عيب طبعاً
ترفض سميرة عادل – ربة منزل – التحدث مع ابنتها في مثل هذه الأمور قائلة من العيب والخجل أن أتحدث مع ابنتي عن ليلة الدخلة وما يحدث فيها فمن المفروض أن كل أم تترك ابنتها لكي تقابل مصيرها مع زوجها وأن يعرفها على هذه الأمور التي تحدث كما يشاء وبمعرفته هو، هكذا تربينا وهكذا نشأنا فأنا لم تخبرني أمي عن هذه الليلة بأي شيء ومرت هذه الليلة على خير، فأمي همست في أذني في هذه الليلة وقالت لي افعلي ما يطلبه منكِ زوجك ولا تقولين
“لا” وهكذا سوف أفعل مع ابنتي.
أما بثينة رشدي – مهندسة – قالت أخجل من الكلام مع ابنتي في مثل هذه المواضيع، كما أنها مثقفة وتعمل طبيبة وبالتالي هي ليست في حاجة إلى مساندتي وإن لم تكن على دراية بالأمر سوف أترك خالتها الصغرى لتتحدث معها في ليلة الدخلة، وذلك لأنني لا أتحمل الحرج كما أن خالتها قريبة منها جداً ولا حرج بينهما.
الأفكار القديمة مازالت مسيطرة
وتؤكد مني حسين – بالعلاقات العامة بإحدي شركات الاستثمار – رغم أن المجتمعات تغيرت وأمهات الآن لم يعدن أمهات زمان، إلا أن الأفكار القديمة لازالت هي هي، فالأم الآن كانت تود منذ سنوات لو أن أمها احتوتها وأخذت بيدها نحو الطريق السليم و شرحت لها تفاصيل هذه الليلة من دون أن تزعجها أو تكدرها أو تخدش حيائها، إلا أن ذلك لم يحدث ومر الزمن وأصبحت الابنة الشابة أماً تواجه ابنتها نفس ما واجهته هي في يوم زفافها ورغم ذلك فالأم تتصرف بنفس الطريقة التي تصرفت
بها أمها في السابق فتضن وتبخل بالنصيحة علي ابنتها إما خجلاً أو إهمالاً، وهي لا تعلم أنها حين تحتضن ابنتها وتسدي إليها النصيحة إنما ا من مخاوفها ومن مصادر السوء التي من الممكن أن تؤثر عليها، فالأم يجب أن تتسم بالوعي المعرفي والصحي لتوعية الابنة بما يحدث في هذه الليلة حتى لا تضطر إلي الحصول علي المعلومات من مصادر غير أمينة، فلا أقل من أن تحتوي ابنتها وتهدئ روعها وتشرح لها طبيعة هذه الليلة وكيف يجب أن تسير الأمور وما الذي يجب أن تفعله وكيف تتصرف من دون عصبية أو خوف، وتشرح لها أنها ليلة طبيعية وبداية لحياة جديدة مختلفة عن حياتها السابقة.
ولا تري شيرين محمود – محاسبة – أي خجل في أن تخبر ابنتها عن هذه الليلة وتمهد لها من قبل الزواج أيضاً، موضحة أن الأم التي لا تفعل ذلك فهي أم جاهلة وفاشلة في أمور التربية ولا تعلم عن أصولها شئ.
وتوصي شيرين كل أم بأن تتحدث مع ابنتها عن كل شيء تدريجياً بحسب سنها لتدرك الفتاة كل شئ قبل أن تدخل الجامعة وبذلك تكون بنت سوية، موضحة أن الأم لو امتنعت عن إخبار ابنتها بحجة الكسوف والإحراج فهذا يعرضها لخطر أكبر مثل سؤال الأصدقاء ومعرفة معلومات خاطئة ما يدفعها إلى الانحراف وإدمان المواقع والأفلام الإباحية لمعرفة ما تخفيه الأم عنها.
الخجل ممنوع
وحول هذا الموضوع تذكر د. روز ماري شاهين معالجة نفسية وأستاذة جامعية ضيفة برنامج بيتي على فضائية ” الآن ” أننا أمام موضوع هام جداً ويحتاج لدراسة وافية وحلول سريعة، فنحن بالعالم العربي ننقسم إلى فئتين فئة ليس عندها أي ثقافة جنسية أو تحضير نفسي للزواج وفئة أخري عكس الأولي أي عندها حرية جنسية لكن ليس عندها الضوابط الأخلاقية التي تعطيها الحرية في كيفية ممارسة هذه العلاقة وتنفيذها.
وتوضح د. ماري أنه يجب على كل أم أن تؤهل ابنتها نفسياً وتعرفها على هذه الأمور وتمهد لها ما يحدث في ليلة الدخلة، وتعترض على خجل البنت من والدتها في سؤالها عن هذه الأمور أو العكس موضحة أن علاقة الأم بابنتها يجب أن تتحول في فترة من الفترات من علاقة تربية فقط إلى علاقة صداقة وترابط ومساعدة ومصارحة بين الطرفين لخلق نوع من علاقة حميمة تكسر فيها حاجز الخجل والكسوف بينهما.
وعن لجوء البنات إلى الأصدقاء للتعرف على هذه الليلة وما يحدث فيها أكدت أن هذه مشكلة كبيرة خاصة إذا كانوا الأصدقاء غير متزوجين، ومن هنا تأتي الخطورة الكبيرة حيث التخيلات والأوهام الخاطئة التي ترعب الفتاة من هذه الليلة وتجعلها تهرب منها.
كما تشير د. ماري إلى وجود دورات تدريبية في أغلبية البلدان لتأهيل الفتاة والشاب للحياة الزوجية الجديدة، وهذه الدورات سهلت الأمر على كثير من الأمهات، لذا تنصح المقبلات على الزواج بحضور هذه الدورات لمعرفة كل شيء خاص بهذه الحياة كما أنه يمكنك أن تسألين في كل شيء ودون أي خجل أو إحراج.
لا تتجاهلي أسئلة ابنتك
التربية الجنسية لابد أن تبدأ من المنزل فالوالدان برأي خبراء التربية والعلاقات الزوجية معنيان بهذا الأمر بشكل كبير حيث لا يجب تجاهل أسئلة الأبناء والرد عليها حسب أعمارهم بشكل مبسط ومفهوم ولا يجب أن يشعر الآباء بالارتباك والحرج وإلحاح الصغار على الأجوبة.
ويري الخبراء أنه لو لم يجد الشاب أو الفتاة المعلومات المطلوبة في مجتمعه وحضارته وثقافته لفقد ثقته فيها واتجه إلى ثقافات أخرى تحترمه وتحترم احتياجاته لذا ينصح الخبراء بعدم تأجيل الإجابة حتى لا يفقد السائل ثقته فيمن سأل وحتى لا يشعر بأنها من المحرمات فيكبتها.
وتبدأ هذه الثقافة الجنسية بالنسبة للفتاة حسب رأي المختصين من سن سبع سنوات حيث لابد أن تدرك الفتاة بأن جسدها شيء خاص وغال لا يجب أن تفرط فيه ولا تدع أحداً يختلس النظر إليه ولا يلامسها وأي تصرف غريب لابد أن تخبر به ذويها.
ودور الأم هنا تنبيه ابنتها إلى التغيرات التي يمكن أن تطرأ على جسدها، كما لا يجب أن تخفي الأم عنها أي معلومة حتى لا تبحث عنها خارجاً وتتلقاها بطريقة خاطئة وكل ذلك يعتبر تهيئة منظمة لها قبل الزواج في أمور أكبر وأكثر اتساعا في علاقتها مع زوجها حيث تأتي الأسئلة تباعاً في كل مرحلة فلا تصبح الإجابة عنها هما تحمله الأم.
برأيكم هل تصارح الأم ابنتها علي وشك الزواج بما يحدث ليلة الدخلة أم لا؟
ولماذا؟.. شاركونا