لا يعمِّر الكثير من الأزواج بيوتهم فرارا حسب زعمهم من زوجتهم المتذمرة على الدوام. فهذا رجل يقول بأن زوجتي لا تتوقف عن الشكوى، وذاك يقول بأن زوجته لا تكف عن التذمر من كل ما يقوم به. وعوض البحث عن أسباب هذا التذمر الذي يمكن أن يبعد الزوجين عن بعضها ويقطع التواصل بينهما من أجل حلها، يلجأ معظم الأزواج إلى إصدار ردود فعل عصبية أو الهروب من البيت كأسهل حل.
ما يجهله الأزواج أن التذمر إنما هو دليل واضح على وجود مشكلة في التواصل بين الزوجين، وغالبا ما تحول الزوجة مشكلة العجز في التعبير عن حاجياتها ورغباتها وانتظاراتها من الزوج، إلى كلام حاد وشكاوى متواصلة للتخفيف عن نفسها من الإحساس بالعجز عن تحقيق ما تريده.
وغالبا ما تلجأ المراة للتذمر إزاء عدم إهتمام الزوج بها أو تهميشها من مخططاته وأنشطته اليومية. وتفعل ذلك بطريقة تنفر منها الزوج أكثر فأكثر، فتكون النتائج عكسية تماما. ولابد للزوج أن يعلم أن إظهار التقدير للزوجة، ومدح صفاتها الحسنة، هي أفعال بسيطة وسهلة التنفيذ، لكنها تستطيع أن تحل الكثير من المشاكل العالقة بسبب إهمال الزوج لإستقرار أسرته.
ونحذر الزوجات من مغبة الإستمرار في التذمر وخاصة فور عودة الزوج من العمل، وهذا خطأ شائع تقع فيه الكثير من الزوجات. فأمهليه بعض الوقت ليستعيد طاقته حتى يتمكن من الإنصات لما تودين قوله، وإلا فتحملي مسؤولية ردة الفعل التي لن تكون مبشرة بالخير. ونوصي الزوجات بإستخدام أسلوب لطيف ومباشر للتعبير عن ما تريده من الزوج، دون اللجوء إلى الحدة في القول فهو سيزيد من تعقيد الأمور.