السؤال
السلام عليكم
أنا طالبة بآخر سنة في الثانوية العامة، والامتحانات النهائية بعد شهر، بدأت بممارسة العادة السرية من سنة تقريباً، وفي فترة أدمنتها فكنت أمارسها 3 مرات باليوم، ثم قررت أن أتركها فبقيت 10 أيام بدونها، بعدها رجعت مثل قبل، وقبل شهر ونصف قررت بعزم أن أتركها وكأني بحياتي ما سمعت عنها شيئاً، ولا عرفت عنها، وأبدأ صفحة جديدة.
بعدها بشهر استسلمت للشهوة ولتفكيري وتخيلاتي بموضوع الجنس، أدركت بعدها أن ما جعلني أستسلم هو التفكير والتخيل، ولو أني ما كنت فكرت بهذه الأشياء ما كنت رجعت لهذه العادة، لكن قبل بضعة أيام شاهدت مقطعاً بشعاً عما يحدث بسوريا، وحتى أنسى ولا أفكر بهذا ليلاً قررت أن أفكر بالجنس وأتخيل حتى أنام، لكن استسلمت للعادة السرية ثم ندمت كثيراً.
أتمنى أن أترك هذه العادة نهائياً، لأني بالذات في هذه الفترة أحتاج ذهناً صافياً وخالياً لأدرس وأحقق المعدل الذي أرغب به، ومع التفكير في سوريا وفي الجنس أنا متوترة وقلقة، قرأت كثيراً عن العادة السرية لكن عند الشهوة أستسلم وبعدها أندم، لازلت صغيرة على الزواج، ولا أستطيع الصوم هذه الفترة لأني محتاجة لطاقة وأكل كثير لأجل الدراسة، لكن بعد الامتحانات في رمضان وبعدها سأصوم كثيراً -إن شاء الله-.
الاجابة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ اماني حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
يؤسفني -أيتها الابنة العزيزة- معرفة أنك قد وقعت في براثن هذه الممارسة القبيحة، والتي لا تجلب على الفتاة إلا الهم والكرب، وتتركها فريسة للإحباط واليأس.
وفي البدء أحب أن أنبهك لأمر هام للبدء في حل أي مشكلة، وهو أن من يرتكب الخطأ عليه أن يعترف بمسؤوليته عن ذلك، وألا يحاول إيجاد المبررات له، لأنه إن أصر على إيجاد المبررات لخطئه فلن ينجح مطلقاً في تصحيحه، وأقول لك هذا الكلام لأني وجدت فيك رغبة صادقة للتوبة، ولمحت فيك ملامح إنسانة حساسة وصادقة تسعى لمرضاة الله عز وجل، وترفض معصيته.
لذلك -يا ابنتي- يجب عليك أن تعترفي بمسؤوليتك عن الخطأ، وأن لا تلقي بالمسؤولية على ما شاهدته من مناظر عنيفة ومأساوية، بل واجهي نفسك بصراحة، واعترفي لها بأنك تمارسين فعلاً خاطئاً ومحرماً لا يبرره شيء، وأنك وحدك المسؤولة عن الوقوع في هذا الخطأ، وعليك وحدك العمل من أجل التوقف عنه، وأنت قادرة على فعل ذلك بكل تأكيد -إن شاء الله-، والموضوع يتطلب فقط الإرادة والعزيمة الصادقة.
عندما تراودك فكرة ممارسة العادة السرية، قولي لنفسك بأن هذه الفكرة من الشيطان يريد بها أن يلهيني عن الطاعة وعن الدراسة، وقومي فوراً وبدون تردد بتغيير المكان الذي أنت فيه، فإن كنت في غرفتك مثلاً فغادريها إلى غرفة الجلوس وشاركي العائلة جلستها، أو اخرجي إلى الشرفة، أو أشغلي نفسك بتحضير وجبة طعام أو كوب شاي، والمهم هو أن تغيري المكان والظرف الذي كنت فيه عندما راودتك فكرة الممارسة، فبهذا ستكونين قد قمت بتشتيت الفكرة في ذهنك، واستبدالها بأفكار أخرى.
وأنصحك بالإبقاء على باب غرفتك مفتوحاً وقت الدراسة، أو أن تجعلي أختك تشاركك الغرفة، أو الدراسة في غرفة الجلوس، ففي هذه الحالات ستكونين على علم بأنك لست وحيدة، بل هنالك أشخاص قد يرونك في حال ضعفت وقررت الاستسلام لهذه الممارسة –لا قدر الله-، وإن كنت تمارسينها وقت النوم مثلاً، فلا تخلدي للنوم إلا وأنت بحالة نعاس شديد، واحرصي على لبس سروال يصعب خلعه، ويمكنك وضع حزام فوقه، أو أي فكرة تخطر لك -وضع شريط لاصق على اصبعك، لف اليد برباط- بحيث تجعل من الصعب عليك البدء بالممارسة، وتجعل أمامك متسعاً من الوقت لتثني نفسك أو لتغادري الغرفة، وإن كنت تمارسينها وقت الاستحمام فعليك بتغيير وقت الاستحمام لوقت آخر، ويكون قبل حدث أو مناسبة هامة، مثلاً قبل ذهابك للمدرسة حيث الوقت ضيق جداً، وذهنك مشغول بالتحضير للمدرسة.
وهكذا-يا ابنتي- ابتدعي أي فكرة تناسبك وتناسب ظروفك، والمهم هو أن تغيري المكان أو الظرف الذي تكونين فيه عندما تراودك الفكرة، أو تجعلي الظرف صعباً أو الوقت ضيقاً لممارستها، والمهم هو أن تنجحي في المرة الأولى، لأن النجاح في أول مرة سيكون بداية للنجاحات المتتالية -إن شاء الله-، وعندها سيتشكل في ذهنك منعكس عفوي، بحيث كلما راودتك فكرة الممارسة فإنك ستجدين نفسك، وبشكل عفوي تقومين بإبعاد الفكرة عن ذهنك.
ولتعلمي –يا ابنتي- أن جسدك هو أمانة عندك، فهو خلق لمهمة عظيمة في هذه الحياة، هي مهمة الحمل والإنجاب، فحافظي على هذه الأمانة ولا تضعيها، فستسألين عنها يوم القيامة.
المصدر: إسلام ويب