السلام عليكم ورحمة الله وبركاته سيدتي الفاضلة , تحية طيبة وبعد …
أبلغ شاب متدين أبلغ من العمر 38 عاماً , وكنت أبحث عن زوجة متدينة لي فرشح لي أحد أعز أصدقائي صديقة زوجته ولكنها صداقة انترنت بزوجته أصغر مني بخمس سنوات ,فتقدمت لها ورأيتها مرتين فى بيت أهلها (الرؤية الشرعية) وكان هناك قبول متبادل بشكل كبير , وهي متدينة جداً جداً وذات خلق وقدر عال من الجمال.
وتحاورنا كثيراً فى الهاتف فقط قرابة الشهرين لحين إعلان الخطبة وتحققت من قدر تدينها وإن كنا معترفين أن كلامنا فى الهاتف نوعاً من التجاوزات التي لا يسمح بها الشرع.
وخلال أول شهر فقط من الخطبة حدثت تجاوزات كثيرة جداً (كل ما يفعله الزوج بزوجته إلا الجماع) فقد كانت شهوانية ومتساهلة معي لأبعد الحدود لدرجة أنها قالت لي ذات مرة فى الهاتف أنها تريد الجماع , فنهرتها واستمرت الخطبة قرابة السنة ولم تحدث تجاوزات إلا فى الهاتف فكنا نصل إلى مرحلة الشبق الجنسي في الهاتف.
أنا الآن يا سيدتي لا أعرف هل تدين هذه الفتاة ظاهرياً؟
هل ألتمس لها العذر حيث أنها بشر مثلي وتضعف أمامي مثلما أضعف أمامها؟ أم أن البنت فى المجتمع الشرقي يجب أن تحافظ على عرضها أكثر من ذلك.
أ.م الجيزة
أنت وحدك من يمكنه الحكم عليها سواء أكانت متدينة أم مدعية ، لا أعفيك من المسئولية عما آلت إليه الأمور بينكما ، فهي لم تفعل كل ذلك وحدها فهي علي الأقل قد تلقت منك الضوء الأخضر
مع ذلك كله فهي مخطئة تماماً فأنت لست إلا خطيب لها وهي بالتأكيد تعلم تمام العلم أنها بذلك آثمة ووقعت في خطأ كبير
وعليكما أن تتوقفا فوراً عن هذا العبث فإن لم تكن هي قادرة علي ذلك فذاك هو دورك ،وعليك أن تساعد نفسك وتساعدها علي الابتعاد عن هذا الطريق قبل أن يجرفكما التيار إلي حيث المعصية والخطيئة الكبرى
وأعتقد أنه دور مهم بالنسبة لك لان استسلامك وتساهلك معها بنفس القدر لن يعفيك من المسئولية ، لأنك الرجل فإن كانت هي تقودك نحو المعصية يتوجب عليك أن تكون أنت الأقوى والأقدر ، وأن تساعدها وتساعد نفسك علي النجاة ،
لا أنصحك بان تتركها بعد كل ما حدث بينكما وإلا صار ذنباً كبيراً وإثماً عظيماً عوقبت به ، لكن حاول قدر استطاعتك أن تساعدها وتعينها علي نفسها وتعيد تقويم سلوكها ، فهي ضعيفة التدين تحتاج منك إلي النصح والإرشاد للاستدلال علي طريق الصواب والهدي .
قدر دورك تجاهها فأنت قبلت بخطبتها وقبلت أيضاً بالتورط معها إلي هذا الحد ، فتحمل إذن تبعات مسئوليتك وقوم نفسك وقاوم ضعفك وضعفها
وإما أن تعجل بالزواج منها فتقطع علي نفسك طريق المعاصي والذنوب أو أن تبتعد عنها إلي حين إتمام إجراءات الزواج
وتذكر قول الله تعالي ( وَلاَ تَقْرَبُوا الفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ )
وقوله أيضاً (وَلاَ تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً)
”لا تقربوا ” هل تعي معني هذه الكلمة ، الله تعالي أخبرنا ألا نقرب الزنا ولا الفواحش ، لأنه سبحانه وتعالي أعلم بالنفس البشرية منا وأعلم بضعفنا من أنفسنا
.
عد إلي الله وساعد خطيبتك علي العودة إلي الله .
وأنت وحدك القادر علي أن تلتمس لها العذر أولا تلتمس المهم ألا تقرر بشأنها إلا ما يرضي الله رغم خطأها الجسيم
.
ما تفعله أنت وهي ليس بحب فالحب السوي النظيف يرتقي بصاحبه مراتب عليا
.
أما الحب المرضي فينزل بصاحبه إلي قعر جب سحيق ، نقي نفسك من الذنوب والخطايا وتوبا غلي الله عله يرضي عنكما ويغفر لكما ما مضي ويعينكما ويجمع بينكما علي خير في المستقبل