أوضحت دراسةٌ حديثةٌ أنَّ الأشخاصَ، الذين يُدخِّنون التبغَ عن طريق النارجيلة (الشِّيشة)، لا يزالون يُعرِّضون أنفسَهم إلى مزيجٍ مُضرٍّ من السُّموم.
حذَّر باحِثون لدى جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو من أنَّّ النارجيلةَ ليست أقلَّ ضرراً من السَّجائر، وأنَّ الذين يستخدمون النَّارجيلةَ يُواجهون مستويات أعلى من أوَّل أوكسيد الكربون ومركَّب البِنزين، حيث ترتبط تلك المستوياتُ مع زيادة في خطر الإصابة بسرطان الدَّم (اللوكيميا).
قال بيتون جاكوب، الباحثُ في مجال الكيمياء لدى جامعة كاليفورنيا في مستشفى سان فرانسيسكو العامة ومركز الرُّضوض: "يرغب الناسُ في معرفة ما إذا كان الخطرُ على الصحَّة يقلُّ عندما ينتقلون من تدخين السَّجائر إلى تدخين النارجيلة بشكل يومي. وجدنا أنَّ تدخينَ النارجيلة ليس بديلاً آمناً عن تدخين السجائر، ولا يبدو إستراتيجيّةً فعَّالة تُقلِّلُ من الضَّرر".
إضافةً إلى هذا، أشار الدكتور نيل بينوويتز، الباحثُ في مجال التبغ لدى مستشفى سان فرانسيسكو العامة ومركز الرضوض، إلى أنَّ التدخينَ اليومي عن طريق النارجيلة قد يزيد من خطر الإصابة بالسرطان.
اشتملت الدراسةُ على 8 رجال و 5 نساء، دخَّنوا جميعهم السجائر، وجرَّبوا استخدامَ النارجيلة. وصل مُعدَّلُ استخدام المشاركين للنارجيلة إلى 3 مرَّات في اليوم، وهو ما يُعادِلُ 11 سيجارة في اليوم. نظراً إلى أنَّ عمليةَ التمثيل الغذائي (الاستقلاب) الخاصَّة بالمواد السامَّة تختلف من من شخصٍ إلى آخر، طلب الباحِثون من المُشاركين تدخينَ النارجيلة والسجائر في أيام مُختلفة.
بعدَ تحليل البول عند المشاركين، وجد الباحِثون أنَّ استخدامَ النارجيلة ضاعَف من مستويات البنزين كمنتَج ثانويٍّ.
كما فحص الباحِثون النَّفسَ أيضاً عند المشاركين خلال 24 ساعة. كشفت الدراسةُ عن أنَّ مستويات أوَّل أوكسيد الكربون كانت أعلى بمرَّتين ونصف بعد استخدام النارجيلة، مُقارنةً بتدخين السجائر.
رغم أنَّ مدخولَ النيكوتين يكون أقلَّ بالنسبة لمستخدمي النارجيلة، إنَّهم يُدخِّنون أكثرَ من مُجرَّد تبغ، مثلما قال الباحِثون.
قال بينوويتز: "يحرق مُدخِّنُ النارجيلة قالباً من الفحم فوق التَّبغ تقريباً؛ ومُعظمُ ما يُدخِّنه هو مُستحضرٌ رطب من الفواكه ممزوج مع التَّبغ، تبدو رائحتُه جيِّدة وكذلك طعمُه". لكن، قال جاكوب: "إضافةً إلى نقل المواد السامَّة من قالب الفحم والتَّبغ، تُسبِّبُ الحرارةُ تفاعلات في المزيج ينجم عنها مُركَّباتٌ عضويَّة مُتطايرة سُميَّة وهيدروكربونات عطريَّة مُتعدِّدة الحلقات، بعضٌ منها مُسرطِن إلى درجة كبيرة، ويُمكنها أن تُؤدِّي إلى سرطان الرئة".
وجد استطلاعٌ للرأي في أمريكا عام 2009 أنَّ ثلاثةً من أصل عشرة طلاب جامعيين دخَّنوا التَّبغَ عن طريق النارجيلة لمرَّة واحدة على الأقل؛ وأظهرت الأبحاثُ أنَّ استخدامَ النَّارجيلة أكثر شيوعاً بين الطلاَّب ذوي البشرة البيضاء، وبين الرِّجال وأفراد نوادي الرجال والنوادي النسائيَّة.